إسرائيل تواجه ضغوطاً أميركية وأوربية شديدة لدفع التسوية السياسية مع الفلسطينيين قبل الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية أمس (الثلاثاء) إن دبلوماسيين أميركيين وأوروبيين أوضحوا لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في الأيام القليلة الفائتة أنه في حال عدم طرحه خطة سياسية جديدة لحل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني فإن الرباعية الدولية التي تضم كلاً من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ستتبنى لأول مرة خطة سياسية تتضمن الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 1967.

ووفقاً لما نُشر في هذه الصحيفة الأميركية فإن خطة الرباعية الدولية تشمل اعترافاً بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود 1967 تكون القدس الشرقية عاصمة لها. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي في إسرائيل قوله "إن إسرائيل تواجه في الآونة الأخيرة ضغوطاً آخذة في التعاظم، ويتوقع المسؤولون فيها أن تفعل الولايات المتحدة شيئاً في هذا الشأن."

وفي الواقع فقد تدخلت الولايات المتحدة من أجل تأجيل اجتماع الرباعية الدولية الذي كان مقرراً عقده في برلين يوم الجمعة الفائت من أجل طرح الخطة السياسية المذكورة، إلاّ إنها لم تلغِ هذا الاجتماع. وقالت مصادر رفيعة المستوى في الإدارة الأميركية لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن هذا الاجتماع يهدف إلى أن يتيح أمام الفلسطينيين إمكان الموافقة على استئناف المفاوضات مع إسرائيل بعد طرح الخطة السياسية وقبل دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر المقبل التي ستصوّت على قرار يقضي بالاعتراف بدولة فلسطينية تُقام في حدود 1967.

وتؤكد تقديرات في الأمم المتحدة وجود أكثرية تؤيد هذا القرار. ومع أن القرار لن ينطوي على أي دلالة عملية إلاّ إن مسؤولين كباراً في الإدارة الأميركية يتوقعون أن يؤدي إلى مزيد من الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، فضلاً عن وجود خشية من اندلاع انتفاضة في المناطق [المحتلة] في إثر هذا القرار يطالب الفلسطينيون بواسطتها تطبيقه على أرض الواقع.

وتعتقد الإدارة الأميركية من ناحيتها أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة يجب أن يتم نتيجة مفاوضات بين الجانبين [الإسرائيلي والفلسطيني]. لذا، فإنها صعّدت في الأيام القليلة الفائتة حملة الضغوط التي تمارسها على كل من إسرائيل والفلسطينيين لاستئناف المفاوضات. ويبدو أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يحاول الآن أن يتوصل إلى تفاهمات مع الجانبين تقضي باستئناف المفاوضات قبل أيلول/ سبتمبر المقبل.

وقبل عيد الفصح العبري أدلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بمقابلة لمندوبي وكالة الأنباء الفرنسية ادعى فيها أن مسألة المستوطنات تعتبر هامشية مقارنة بمطلب اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية، مؤكداً أن "لبّ الصراع كان دائماً رفض القيادة الفلسطينية الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، الأمر الذي جعل الصراع مستمراً حتى سنة 1967، أي قبل أن تكون هناك أي مستوطنة في الضفة الغربية."

وقال مندوبو وكالة الأنباء الفرنسية إن رئيس الحكومة أكد لهم أنه يعكف على إعداد مبادرة سياسية سيطرحها في الخطاب الذي سيلقيه في الكونغرس الأميركي [في أواخر أيار/ مايو المقبل]، لكنه رفض الكشف عن أي تفصيلات بشأنها. وشدّد نتنياهو على أن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة على غور الأردن في أي اتفاق سلام في المستقبل، كذلك هاجم مبادرة الفلسطينيين الرامية إلى الحصول على اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية، متهماً إياهم بالتهرّب من المفاوضات مع إسرائيل.