على نتنياهو ألاّ يُخدع بموقف الكونغرس
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       يبدو أن إسرائيل والدول العربية وكذلك أوروبا والولايات المتحدة مشغولون في الآونة الأخيرة بمناقشة إمكان اعتراف الأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر المقبل بدولة فلسطينية [تُقام في حدود 1967]، وتكرار ما فعلته عندما صادقت على القرار رقم 181 في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947 [قرار التقسيم] والذي تسبب بإقامة دولة إسرائيل.

·       وفي أواخر شهر أيار/ مايو المقبل سيزور رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو واشنطن حيث سيلقي خطاباً سياسياً أمام الكونغرس الذي يتألف من أغلبية جمهورية مؤيدة لإسرائيل. وسيحظى نتنياهو قبل إلقاء هذا الخطاب بتضامن كبير في أثناء اشتراكه في مؤتمر منظمة إيباك. ويمكن القول إن أي شخص، وليس نتنياهو وحده، يكون عرضة لمثل هذا التضامن لا يمكن إلاّ أن يصاب بالثمالة.

·       ونتيجة هذا كله ربما ستصل أوامر من الوفد الإسرائيلي في واشنطن بتنظيم استقبال لنتنياهو يليق بالأبطال لدى وصوله إلى مطار بن- غوريون، ومن غير المستبعد أن يذهب بعض المحللين السياسيين إلى القول بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية لوى ذراع الرئيس الأميركي باراك أوباما.

·       لكن يمكن أيضاً أن نتكهن أمراً آخر، وهو أنه في كل مرة يحظى فيها نتنياهو بتصفيق حاد في الكونغرس، سيدرك أوباما أن هذا التصفيق يهدف إلى إغضابه، وأن الجمهوريين عقدوا العزم على إثارة حنقه، ونتنياهو هو إحدى الأدوات لتحقيق هذا الأمر.

·       إن ما بات معروفاً هو أن أوباما لن ينفض يده من نتنياهو، وهو يدرك جيداً أن تأييد الأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر المقبل إقامة دولة فلسطينية أصبح شبه حتمي وسيكون بمثابة نقطة تحول تاريخية، لذا فإنه لن يكون ودياً أكثر إزاء رئيس الحكومة بعد خطابه في الكونغرس. ويقول العارفون ببواطن الأمور من المختصين بالشؤون الأميركية إن دوافع أوباما إزاء الموضوع الفلسطيني هي دوافع أخلاقية أولاً وقبل أي شيء، وأن إسرائيل في نظره مثلها مثل الرجل الأبيض الذي عامل السود بقسوة واحتقار.

·       بناء على ذلك يجب ألاّ يُخدع نتنياهو بموقف الكونغرس الأميركي، وإلاّ فإنه يرتكب مع حكومته خطأً فادحاً كخطأ السائق الذي يدرك أن الوقود بدأ ينفد من سيارته لكنه لا يأبه بذلك ويستمر في الضغط على دواسة البنزين.