المبادرة الإسرائيلية الجديدة للسلام تعرقل المفاوضات مع الفلسطينيين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       نُشرت في الفترة الأخيرة مبادرة مقدمة من مجموعة من رجال الأعمال والشخصيات المعروفة، وذلك لتحريك العملية السياسية بغية التوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

·       وعلى الرغم من حماستي لهذه المبادرة التي تدل على اهتمام ورغبة في تقديم العون، وخصوصاًَ أن وراءها شخصيات خدمت الدولة بطرق مختلفة، وتشكل نموذجاً يُحتذى به، إلاّ إن لدي بعض الانتقادات بشأنها.

·       عندما تكون دولة إسرائيل في ذروة مفاوضات السلام والتوازن الاستراتيجي الجديد في الشرق الأوسط فإنها بحاجة إلى حرية لإدارة هذه المفاوضات، وقول أصحاب المبادرة إن "ثمن السلام معروف سلفاً وليس علينا سوى أن نتقدم إلى الأمام" من شأنه أن يقيد سير المفاوضات ويقدم للمفاوض الذي في مواجهتنا معلومات مهمة تضر بنا.

·       إن محمود عباس، ولدى سماعه مثل هذا الكلام، سيصبح أكثر تشدداً في مواقفه في مواجهة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وسيعتقد أن إسرائيل ستواجه كارثة في حال لم تستجب لمطالبه، لذا سيعمد إلى زيادة هذه المطالب، وقد يعتقد أن من الأفضل له عدم الاتفاق مع الحكومة الإسرائيلية، والسعي لإعلان الدولة المستقلة في أيلول/سبتمبر. بهذه الطريقة سيحقق عباس هدفين مهمين، هما: عزل إسرائيل دولياً والضغط عليها بحيث تضطر في النهاية إلى تقديم تنازلات أكثر مما قد تتنازل عنه في المفاوضات الحالية؛ إضعاف "حماس" وسط الرأي العام الفلسطيني وتقوية موقعه. وفي رأيي هذا هو الهدف الذي يتطلع إليه أبو مازن، وفي حال لم نضغط عليه بكل قوتنا، مثل تهديده بوقف تزويد الضفة بالكهرباء والمياه، فإنه سيذهب في مسعاه هذا حتى النهاية.

·       أمام أبو مازن خياران: الأول، التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل قبل أيلول/سبتمبر، وبذلك يكون أنهى مسيرته السياسية لأن حركة "حماس" ستطرده فور انسحابنا من يهودا والسامرة. أمّا الخيار الثاني، فهو التحول في أيلول/سبتمبر إلى رئيس دولة تعترف بها الأمم المتحدة، الأمر الذي سيجعله قوياً في الداخل.

·       أعتقد أن الحل الصحيح هو منع الأمم المتحدة من إعلان قيام دولة فلسطينية مستقلة. وفي حال عدم نجاح ذلك، وهذا ما سيحدث في تقديري، علينا أن نحد من حجم الأضرار التي سيتسبب بها هذا الإعلان، وذلك عبر التوجه نحو نوع من التعايش بسلام مع هذه الدولة مع إبقاء النزاع على الحدود الذي يمكن أن يحل بعد عشرات الأعوام.

·       في جميع الأحوال يجب السماح لنتنياهو بأن يعمل، فإذا فشل لا تنتخبوه مرة أخرى، وإذا نجح انتخبوه. وذلك على غرار ما يحدث في عالم الأعمال، مَن ينجح يحصل على ترقية ومَن يفشل يُفصل من العمل.