الجهاد العالمي يتغلغل في صفوف المجتمع الفلسطيني
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       إن الشابين المتهَمين بقتل خمسة من أفراد عائلة واحدة في مستوطنة إيتامار قبل أكثر من شهر هما من الجيل الجديد للمقاومة الفلسطينية، وكان عمرهما عندما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية [في أيلول/ سبتمبر 2000] 7 أو 8 أعوام. لا يعرف هذا الجيل إسرائيليين باستثناء المستوطنين أو الجنود، ويعيش في ظل الحواجز العسكرية وأوامر منع التنقل. ويمكن القول إن الشابين لم يتجاوزا عتبة قريتهما والمحيط القريب منها، وكانا عرضة لحملات التحريض والكراهية لكل ما هو يهودي أو إسرائيلي.

·       بناء على ذلك فإن الذي يبحث عن دوافع أيديولوجية وراء الجريمة التي نفذاها يرتكب خطأً فادحاً. وبرأيي فإن الادعاء بشأن انتمائهما إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين غير صائب، ذلك بأن هذه الجبهة ماركسية - لينينية، في حين أن الذي يقوم بجريمة قتل على غرار الجريمة في إيتامار لا يمكن إلاّ أن يكون منتمياً إلى تنظيمات دينية متطرفة، فضلاً عن أن النموذج الذي تم الاقتداء به لدى ارتكابها هو نموذج القاعدة والجهاد العالمي.

·       لا شك في أن هذا الجيل يشكل خطراً على إسرائيل، وكذلك على السلطة الفلسطينية. ولا بد من الإشارة إلى أنه فضلاً عن جريمة القتل في إيتامار فإن جريمتي قتل أخريين وقعتا مؤخراً وتسببتا بحرج كبير لكل من السلطة الفلسطينية وحركة "حماس": الأولى، جريمة قتل الممثل جوليانو مير- خميس في جنين؛ الثانية، جريمة قتل الصحافي الإيطالي فيتوريو أريغوني في غزة. وبالتالي يمكن القول إن جرائم القتل الثلاث هذه ارتكبتها عناصر متطرفة خارجة عن إجماع الشارع الفلسطيني، وهذا يعني أن ثمة عدواً مشتركاً لكل من إسرائيل و"حماس" والسلطة الفلسطينية في هيئة الجهاد العالمي الذي يتغلغل في صفوف المجتمع الفلسطيني ويهدد بتدميره من الداخل.