· نحن نتأثر عامة بالسياسيين الذي تخرجوا من المؤسسة الأمنية أو من الأوساط الحزبية، وقلة منّا تتأثر برجال الأعمال. إن طريقة التفكير التي طبعت عمل الحكومات الإسرائيلية منذ عشرات الأعوام تقوم على التفكير الأمني. ولا يتطرق وزراء الاقتصاد الإسرائيليين المولجين معالجة موضوع الاقتصاد في البلد، ولا القيادتان الاقتصادية والسياسية إلى موضوع الاقتصاد الفلسطيني المجاور لنا.
· إن من يتحدث عن السلام لا يمكنه أن يُهمل الفجوة الهائلة بين مستوى الحياة في الاقتصاد الإسرائيلي ومستواها في الاقتصاد الفلسطيني. ففي إسرائيل ازدهار، ومستوى الدخل الفردي يرتفع سنوياً ويقترب من مستويات الدخل في الدول الغربية. وعلى بُعد بضعة كيلومترات منّا يوجد عالم ثالث من الفقر والعوز وفقدان الأمل بحياة كريمة.
· إن التطرف الديني يعود قبل كل شيء إلى اليأس وفقدان الأمل. فبماذا تتأمل عائلة فلسطينية من غزة مؤلفة من عشرة أفراد لا مدخول لها، وتعيش محاصرة من الجهات كافة، ولا حرية لها في التنقل، ولا تتمتع بالشروط الدنيا للحصول على التعليم أو العناية الطبية؟ عندما لا يكون هناك أمل بحياة أفضل يصبح من السهل التحول إلى شهيد. إن التطوير الاقتصادي للمناطق الفلسطينية يشكل مصلحة إسرائيلية لا تقل أهمية عن المصلحة الفلسطينية، وهو سيجعل عدد الفلسطينيين المعارضين للعنف أكبر لأن العنف سيعرض مستقبلهم للخطر.
· إن شبكة العلاقات التي يرغب رجال الأعمال الإسرائيليون في إقامتها مع نظرائهم في الدول العربية المعتدلة والخليج [العربي] وشمال إفريقيا لا يمكنها أن تتقدم من دون إحداث تغيير جذري في العلاقة مع الفلسطينيين. ومهما تكن الفائدة الاقتصادية كبيرة فهي لن تقنع رجال الأعمال في دبي أو في السعودية بإجراء صفقات مع رجال أعمال إسرائيليين، ما دام النزاع مع الفلسطينيين لا يزال من دون حل.
· إن المشاريع الاقتصادية الأكثر نجاحاً هي تلك التي تقوم على الشراكة مع رجال أعمال فلسطينيين ويمكن أن تؤدي إلى مشاركة رجال أعمال من الدول العربية. فوجود فلسطيني وإسرائيلي معاً في مواجهة رجال أعمال من دول الخليج يعطي فرصة أكبر لنجاح هذه المشاريع.
· لست ساذجاً لأفكر أن الاقتصاد هو كل شيء. لكن من الواضح أن التقدم في المجال السياسي يجب أن يقترن بتحرك اقتصادي، كما من الواضح أن هناك أشياء كثيرة لها علاقة بالفلسطينيين، وإذا واصلنا عدم اهتمامنا بوضعهم الاقتصادي، فلا أمل بتحقيق تقدم على المستوى السياسي
[1] وقّعت 40 شخصية إسرائيلية من مجالات متعددة، بينهم كتاب ورجال أعمال على مبادرة سلام سياسية لحل النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي تستند إلى إعلان دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 1967 مع تعديلات وتبادل للأراضي لا يتجاوز 7٪ من أراضي الضفة الغربية.