قالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس أمس (الثلاثاء) إن وزير الداخلية الإسرائيلية إيلي يشاي تسرّع في توجيه دعوة إلى القاضي ريتشارد غولدستون لزيارة إسرائيل، لأن هذه الخطوة من شأنها أن تصوره في نظر العالم، على أنـه متعاون مع إسرائيل. وأضافت هذه المصادر نفسها أن يشاي لم ينسّق هذه الدعوة مع الجهات السياسية المسؤولة عن متابعة كل ما يتعلق بتقرير لجنة غولدستون التي تقصت وقائع عملية "الرصاص المسبوك" العسكرية الإسرائيلية على غزة [في شتاء 2009].

وكان يشاي قد تحادث هاتفياً أول من أمس (الاثنين) مع القاضي غولدستون، واشترك في هذه المحادثة داني غيلرمان السفير الإسرائيلي الأسبق في الأمم المتحدة، ووجه دعوة إليه لزيارة إسرائيل فأعرب على الفور عن استعداده لتلبيتها في الصيف المقبل.

تجدر الإشارة إلى أنه عقب قيام غولدستون بكتابة مقالة في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية يوم السبت الفائت تراجع فيها عن جوهر الاستنتاجات التي وردت في تقرير لجنة التحقيق الدولية التي ترأسها بشأن وقائع عملية "الرصاص المسبوك"، شكل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو طاقماَ خاصاَ برئاسة د. دوري غولد كُلّف بشن حملة كبيرة تهدف إلى تحسين صورة إسرائيل في العالم، كذلك أقيم طاقم شبيه في وزارة الخارجية الإسرائيلية. ومع ذلك فإن هذه المصادر السياسية الإسرائيلية أكدت أن يشاي بادر إلى دعوة غولدستون لزيارة إسرائيل من دون أن ينسّق ذلك مع رئيس الحكومة أو مع وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان.

وشددت هذه المصادر السياسية على أن مقالة غولدستون لا تنطوي على أي فائدة  فيما يتعلق بالإجراءات القانونية التي يمكن أن يتعرض لها عشرات الضباط ومئات الجنود الإسرائيليين في الخارج.

وقال موظفون كبار في وزارة الداخلية الإسرائيلية إن الدعوة التي وجهها يشاي إلى غولدستون كانت باسمه لا باسم الحكومة الإسرائيلية أو أي مصدر إسرائيلي رسمي آخر، وذلك لقناعته بأنه يمكن تغيير موقف غولدستون كلياً إزاء إسرائيل.

على صعيد آخر، بادر عضو الكنيست عتانيئيل شنلر (كاديما) أمس (الثلاثاء) إلى توجيه رسالة إلى رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست عضو الكنيست شاؤول موفاز (كاديما) طالبه فيها بدعوة غولدستون اللقاء مع اللجنة في أثناء الزيارة التي سيقوم بها لإسرائيل في الصيف المقبل.