على إسرئيل أن تسمح لأسطول المساعدات بالتوجه إلى غزة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       مع عودة فصل الربيع عادت الأنباء التي تتحدث عن توجه أسطول احتجاجي جديد إلى غزة في نهاية شهر أيار/مايو. وهذه المرة يخطط المنظمون الموالون للفلسطينيين لتسيير أسطول يتألف من عشرين سفينة تحمل نحو ألف محتج إلى غزة، بهدف إرباك أجهزة الأمن الإسرائيلية وعرقلة قدرتها على وقف هذا الأسطول بالقوة كما فعلت العام الماضي مع سفينة "مرمرة" التركية وسفن الشحن الأخرى التي رافقتها.

·       وها أنا أقدم نصيحة مجانية للحكومة والجيش: اسمحوا للأساطيل بالتوجه إلى غزة، ولا تتدخلوا، وأعلنوا أن إسرائيل قد انفصلت عن القطاع ولا ترغب في السيطرة عليه من جديد، وأنها تريد الحفاظ على الهدوء على حدودها فقط، ومنع تهريب السلاح إلى المنظمات الإرهابية، وكل ما عدا ذلك لا يهمها. وعلى كل مَن يريد التظاهر والاحتجاج أن يحترم ذلك.

·       إن فتح الأبواب إلى غزة سيبعد الخطر الكامن في الأسطول الجديد. فمن دون وقوع مواجهات بحرية سيصل المشاركون في الأسطول إلى شواطىء غزة، وسيحصلون بصعوبة على بضعة ثوان من تغطية القنوات الإخبارية. إذ في الوقت الذي يشتعل فيه الشرق الأوسط بنيران الثورات، ويُكتب تاريخ الدول العربية أمام أعيننا، لا أحد سيهتم ببضعة متظاهرين يشتمون إسرائيل ويرفعون اليافطات التي تدينها.

·       إن هذه المقاربة للمسألة لا تقوم على الحدس. فمنظمو الأسطول تغلي الدماء في عروقهم بسبب كراهيتهم الشديدة لإسرائيل وسعيهم لزعزعة شرعيتها، كذلك يمكننا أن نفهم شعور الوزراء والموظفين والضباط الذين يريدون أن يلقنوا منظمي الأسطول درساً؛ لكن لا ضروة لهذا كله.

·       من المفيد أن نعيد التذكير بأن الحصار البحري على غزة كان هدفه الوحيد منع تهريب السلاح الثقيل، إذ تبذل إسرائيل جهوداً استخباراتية مثمرة من أجل هذا الهدف. فمن استطاع أن يوقف سفينة السلاح "فيكتوريا" في قلب البحر المتوسط، ومن أوقف مهندس "حماس" في أوكرانيا، يستطيع أن يعرف ماذا تخبىء سفن الأسطول. وإذا كان منظمو الأسطول من الحماقة كي يخبئوا صواريخ وقذائف داخل سفنهم، فإن اكتشافها سيحقق لإسرائيل انتصاراً دعائياً كبيراً. لكن على إسرائيل أن تسمح للأسطول بالعبور إلى غزة، في حال عدم حصولها على معلومات موثوقة بشأن وجود أسلحة على متنه.

·       إن مَن يطلق النار على المتظاهرين في ربيع 2011 سيعتبر ضمن فئة حكام الأمس المستبدين أمثال القذافي والأسد والرئيس اليمني، وعلى إسرائيل ألاّ تنضم إلى هذه المجموعة من المجرمين. فلا شيء يمكن أن يهدىء من الغضب الدولي أمام مشهد الجنود الإسرائيليين وهم يسيطرون بالقوة على سفن مدنية. لذلك، فإن السماح للأسطول بالعبور إلى غزة وتجنب ارتكاب الحماقات هما السبيل الوحيد أمامنا للحؤول دون تورطنا في سوء تفاهم دولي جديد.