· تعتزم الدول الأوروبية الثلاث الكبرى، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، في الأسابيع المقبلة، تقديم خطتها من أجل حل النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، والدفع قدماً من أجل إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود 1967. إن مغزى هذه الخطوة هو مكافأة السلطة الفلسطينية على رفضها إجراء مفاوضات حقيقية مع الحكومة الإسرائيلية.
· لقد كان حلم الفلسطينيين دائماً وأبداً هو أن يقترح طرف دولي تسوية تسمح لهم بالتهرب من التفاوض مع إسرائيل ومن تقديم تنازلات. وفي عهد ياسر عرفات امتزج هذا التوجه بالإرهاب والعنف. أمّا في عهد أبو مازن وسلام فياض فكان الأسلوب الدبلوماسي هو المفضل، لكن الهدف ظل هو نفسه أي التهرب من المفاوضات مع إسرائيل.
· ويقضي المخطط الفلسطيني بأن يقترح الأوروبيون خطتهم في وقت ما بين نيسان/أبريل وأيلول/سبتمبر، وبأن يطرح الفلسطينيون على التصويت، في أثناء عقد الجمعية العامة للأمم المتحدة، صيغتهم "المعدلة" للخطة والتي تتضمن الاعتراف الفوري بدولة فلسطينية ضمن حدود 1967 تكون عاصمتها القدس، إذ من المتوقع أن تحظى بموافقة الأغلبية في الأمم المتحدة. وكما هو معروف فإن القرار الذي سيصدر عن الأمم المتحدة لن يكون قراراً ملزماً، لكن الوضع الناشىء عن تأييد أغلبية دول العالم له يشكل بحد ذاته حقيقة قائمة بذاتها.
· إن الموقف الأميركي من المبادرة الأوروبية ليس واضحاً في المرحلة الحالية. وهناك إشاعات في واشنطن تقول إن الإدراة الأميركية تنسق موقفها في هذا الشأن مع رئيس الحكومة البريطانية كاميرون. ولا نعلم مدى صحة هذه الإشاعات، لكن يبدو أن بعض مستشاري الرئيس أوباما يفضل أن توجه إسرائيل غضبها ضد الخطة نحو الأوروبيين لا نحو إدارة أوباما.
· ومن المحتمل أن يكون الرئيس شمعون بيرس قد عرف شيئاً عن الموقف الأميركي من الخطة الأوروبية خلال لقائه الرئيس أوباما. إلاّ إن مهمة الرئيس بيرس كانت بصورة خاصة إقناع محاوره بأن إسرائيل لا ترفض المسار الفلسطيني ـ الأوروبي المقترح فحسب، بل ترى أيضاً أن كل خطة لا تستند إلى مفاوضات وإلى اتفاقات ستفتح الباب أمام العنف، ولن يُكتب لها الصمود.
· على الرغم من أصوات المعارضة الإسرائيلية المطالبة بتقديم مبادرة سياسية، فإن ذلك غير ممكن في هذه الفترة. وكل ما يمكن تقديمه هو اقتراحات وأفكار بناءة مفيدة وعملية تستطيع أن ترجح كفة أوباما. فالولايات المتحدة عضو مهم في "اللجنة الرباعية الدولية" إلى جانب روسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ولمواقفها أهمية كبيرة.