تراجع غولدستون يمكن أن يساعد في كبح حملة نزع الشرعية عن إسرائيل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       يمكن القول إن تراجع القاضي ريتشارد غولدستون عما ورد في تقرير لجنة التحقيق الدولية التي ترأسها من استنتاجات رئيسية تتعلق بسلوك إسرائيل في أثناء عملية "الرصاص المسبوك" العسكرية على غزة [في شتاء 2009] والتي تضمنت اتهاماً صريحاً لها بارتكاب جرائم حرب، يعزّز الموقف الأخلاقي لإسرائيل في العالم المتحضر.

·       وبطبيعة الحال فإن أحداً لا يتوقع أن يؤدي تراجع غولدستون هذا إلى تغيير موقف العالم الإسلامي إزاء الجيش الإسرائيلي أو إزاء إسرائيل، لكنه يجب أن يؤثر في موقف صنّاع الرأي العام في الدول المتحضرة التي تغلغل فيها سم العداء لإسرائيل بسبب نشاطات منظمات حقوق الإنسان ومنظمات حماية البيئة وقوى اليسار المتطرفة. ومن المعروف أن هذه المنظمات كلها تحالفت مع حركات إسلامية متطرفة في كثير من دول أوروبا وفي بعض أجزاء الولايات المتحدة وقامت بتأجيج حملة تهدف إلى نزع الشرعية عن إسرائيل، والتي توشك أن تجعلها دولة معزولة مثل كوريا الشمالية وإيران.

·       ولا شك في أن تراجع غولدستون يمكن أن يساعد على كبح هذه الحملة وأن يشكل ذخيرة للأغلبية الصامتة في دول العالم الغربي التي تؤيد إسرائيل لكنها لا تملك القدرة على الدفاع عنها. وثمة قيمة أخرى لهذا التراجع كامنة في إقرار غولدستون أن إسرائيل استخلصت الدروس المطلوبة من سلوكها في أثناء العملية العسكرية على غزة. وبناء على ذلك لا بد من القول إنه لولا تقرير غولدستون في حينه لما كان الجيش الإسرائيلي سيقوم بدراسة سلوك ضباطه وجنوده في أثناء تلك العملية.

·       مع ذلك فإن تراجع غولدستون لا يعني أن حملة نزع الشرعية عن إسرائيل في العالم قد انتهت، وبالتالي فإنه يتعين على زعماء الدولة أن يستمروا في اعتبار هذه الحملة بمثابة الحرب الأكثر إشكالية التي تخوضها إسرائيل والتي لا يجوز أن تُمنى بالهزيمة فيها.