على إسرائيل الدفاع عن مواقفها الأساسية في مرحلة عدم اليقين
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       دخلت إسرائيل، هذا العام، مرحلة صعبة واجهت خلالها ضغوطاً إقليمية ودولية متعارضة.

·       تثير الثورات في أنحاء العالم العربي قلقاً عميقاً وسط المراقبين في الغرب، ولا سيما ما قد تسفر عنه من نتائج. ومن الأمثلة على ذلك ما قاله وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في مقابلة أجرتها معه صحيفة "واشنطن بوست" في 22 آذار/ مارس: "أعتقد أنه من الصعب معرفة نتائج الثورات مسبقاً، وليس مؤكداً أن النهاية ستكون جيدة... نحن نتلمس طريقنا في الظلام، ولا أحد يستطيع أن يعرف نتائج ما سيحدث."

·       تواجه إسرائيل مرحلة من عدم اليقين الاستراتيجي بالنسبة إلى مستقبل الشرق الأوسط، الأمر الذي يفرض عليها أن تكون حذرة جداً قبل الالتزام بأي انسحابات. وعلى الرغم من التطورات في الشرق الأوسط، هناك من يقترح على إسرائيل، وبينهم أصدقاء لها، تسريع عملية السلام من خلال تقديم تنازلات جديدة. فخلال الشهر الأخير قامت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بالضغط على الأمم المتحدة وعلى الاتحاد الأوروبي من أجل وضع إطار لاتفاق إسرائيلي ـ فلسطيني، على أمل أن يؤدي الدعم الدولي لمطالب فلسطينية أساسية إلى تشجيع أبو مازن على العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل. ومن المحتمل أن يُطرح الإطار المقترح على طاولة اللجنة الرباعية في اجتماعها المقبل في 15 نيسان/ أبريل.

·       تدّعي الدول الأوروبية الثلاث أن على الطرفين [الإسرائيلي والفلسطيني] التوصل إلى اتفاق بشأن الحدود بالاستناد إلى خطوط 1967. وتسعى هذه الدول بموقفها هذا لتحديد نتائج المفاوضات مسبقاً، والثمن الذي ينبغي دفعه من أجل حث الفلسطينيين على المشاركة في النقاشات.

قوة الإخوان المسلمين

·       تجدر الإشارة هنا إلى أنه على الرغم من صعوبة معرفة إلى أين ستؤدي الثورات في العالم العربي، إلاّ إن بعض وجهاتها بدأ يتضح.

·       أولاً، يبدو أن حركة الإخوان المسلمين تعزز قوتها في المنطقة. إذ بعد أن حرصت الحركة في مصر على البقاء بعيداً عن الأضواء في مرحلة إسقاط الرئيس حسني مبارك، فإنها تتصدر حالياً موقع القيادة. أمّا الشباب العلماني المصري الذي قاد الثورة في ميدان التحرير فقد بات أقل تأثيراً. ويقول معلقون من ذوي الخبرة والموثوق بهم إن الإخوان المسلمين توصلوا إلى تفاهمات صامتة مع الجيش المصري.

·       وفي الأردن، قال رئيس الحكومة معروف البخيت عبر التلفزيون الأدرني إن لديه أدلة قاطعة تؤكد أن الإخوان المسلمين في الأردن يشجعون أعمال الشغب ضد الحكومة بالتنسيق مع الإخوان المسلمين في مصر وسورية.

·       كذلك ذكرت شبكة "سي إن إن" في تقرير بثته في 25 آذار/ مارس، أن زعماء الإخوان المسلمين في ليبيا غادروا لندن لزيارة بنغازي بهدف تأمين دور للإخوان في أي نظام ينشأ بعد القذافي. وقد اعترف زعماء الثوار في ليبيا أن بعض الفصائل التي تقاتل القذافي يضم عناصر من "الجهاد" الذين قاتلوا ضد القوات الأميركية في العراق إلى جانب القاعدة.

·       وحتى لو لم ينجح الإخوان المسلمون والمجموعات الإسلامية الأخرى في الوصول إلى السلطة في هذه المرحلة، فمن المؤكد أنهم سيشكلون في المستقبل جزءاً من الائتلاف السياسي. وفي موازاة عملية حشد القوة التي تقوم بها حركة الإخوان المسلمين، فإنها تعمل على جرّ الدول المجاورة لإسرائيل إلى شبكة معقدة من العلاقات معها، وستدفعها إلى دعم عمل عسكري ضد إسرائيل في المستقبل.

·       ثانياً، إن موجة الاحتجاجات الحالية تضعف من قدرة الأنظمة العربية على السيطرة على مناطق واسعة من الدول العربية. وقد أدى الوضع الحالي إلى نشوء فراغ في مناطق عديدة سارعت التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة إلى ملئه. ويبرز هذا بصورة خاصة في اليمن، لكنه موجود أيضاً بوضوح في مصر، وخصوصاً في شبه جزيرة سيناء، حيث تملك القاعدة و"حماس" نفوذاً وسط البدو هناك.

·       خلال حرب العراق حاول فصيل من القاعدة في العراق أن يقيم موقعاً متقدماً له في مدينة إربد في الأردن، فتصدت له قوات الأمن الأردنية. فهل تضمن إسرائيل التصدي لعمل كهذا في المستقبل؟

·       في مرحلة عدم اليقين المتزايد، على إسرائيل أن تبني موقفها وفقاً للوقائع على الأرض، فهي غير قادرة على اتخاذ خطوات غير مسؤولة كتلك التي يقترحونها عليها.

·       إن الانسحاب الإسرائيلي الكامل إلى خطوط 1967 في الضفة الغربية لن يقسّم القدس فقط، بل سيجرد إسرائيل أيضاً من غور الأردن الذي يشكل حزاماً جغرافياً استراتيجياً يسمح بالدفاع الفعال ضد التهديدات، بدءاً بمنظومات السلاح المتطورة التي استُخدمت في العراق وأفغانستان والتي لم تصل إلى الضفة الغربية بعد، وانتهاءً بانتقال القوات المدربة على القتال والتي شاركت في المعارك التي خاضها الجهاد العالمي.

·       لا أحد يستطيع أن يعرف إلى متى ستستمر الموجة الحالية من عدم الاستقرار وماذا ستجلب إلى المنطقة، والتقدير أننا ما زلنا في بداية عملية ستُحدث تغييرات كثيرة. كذلك ليس في إمكان أحد أن يضمن بقاء الأنظمة الموجودة إلى الشرق من إسرائيل بعد مرور عامين أو خمسة أو عشرة أعوام. كما لا يمكننا أن نستبعد إمكان ألاّ تحل المجموعات الإسلامية المتطرفة مكان الأنظمة الموجودة حالياً في الدول المجاورة لإسرائيل.

·       إن في وسع إسرائيل الدفاع عن نفسها ضد دائرة واسعة من التهديدات التي قد تنشأ في الأعوام المقبلة، لكن الخسارة الكبيرة ستكون في تنازلها عن الحدود القابلة للدفاع عنها بفعل الضغوط الخارجية.