المستشار الخاص لنتنياهو زار روسيا سراً لإقناعها بكبح مبادرة سلام أوروبية جديدة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قام المحامي يتسحاق مولخو، المستشار الخاص لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء الفائت، بزيارة سرية للعاصمة الروسية موسكو التقى خلالها وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، وذلك بهدف إقناع روسيا بعدم تأييد مبادرة سلمية جديدة ينوي الاتحاد الأوروبي أن يطرحها بعد أسبوعين وتقضي بإقامة دولة فلسطينية على أساس حدود 1967.

وقد وصل مولخو إلى موسكو برفقة نائب المستشار القانوني لوزارة الخارجية الإسرائيلية دانيئيل طاوب، وعقد كلاهما لقاء مع لافروف استغرق أكثر من ساعة، كما عقدا لقاءات مع المبعوث الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط سيرغي ياكوفليف وغيره من كبار المسؤولين في روسيا.

ووفقاً لما قاله موظف إسرائيلي رفيع المستوى فإن مولخو وطاوب "قاما بعرض أفكار إسرائيلية جديدة تهدف إلى تحريك عملية السلام مع الفلسطينيين"، لكن ما يتبين الآن هو أن هذه الزيارة كانت تهدف إلى دق إسفين بين روسيا والاتحاد الأوروبي، وذلك عشية الاجتماع المقرر لوزراء خارجية الرباعية الدولية التي تضم كلاً من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بعد أسبوعين. ومن المعروف أن كلاً من بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدفع في اتجاه تبني هذا الاجتماع خطة سلام دولية تتضمن مبادئ لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، ولإقامة دولة فلسطينية [على أساس حدود 1967].

وعلمت صحيفة "هآرتس" أن نتنياهو كان ينوي أن يرسل مولخو في جولة خاصة إلى عدد من العواصم الأوروبية بهدف كبح خطة السلام الجديدة هذه، لكنه عدل عن ذلك بعد أن أدرك أن مثل هذه الجولة لن يُكتب لها النجاح إذا لم تتضمن أفكاراً واضحة بشأن مستقبل عملية السلام [بين إسرائيل والفلسطينيين]. وفي إثر زيارة قام بها إلى روسيا الأسبوع الفائت اعتقد رئيس الحكومة أن في الإمكان تجنيد الروس لمعارضة الخطوة الأوروبية المرتقبة.

وليس واضحاً ما إذا المحاولات التي بذلها مولخو لإقناع الروس قد تكللت بالنجاح، لكن مما قاله لافرف في الاجتماع أن الروس لن يكونوا هم من سيكبح مبادرة دولية. وأضاف: "هناك أهمية كبيرة لاستمرار الجهود الرامية إلى اختراق الطريق المسدودة، ولتجديد الثقة المتبادلة بين إسرائيل والفلسطينيين"، مشدداً على أن "استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط في الوقت الحالي هو أمر مهم للغاية ومن شأنه أن يساهم في استقرار المنطقة."

تجدر الإشارة إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يؤيد مبادرة الاتحاد الأوروبي، كما أن هذه المبادرة تحظى بتأييد الأمم المتحدة، أمّا الإدارة الأميركية فلم تعلن حتى الآن أي موقف إزاءها.