· كلنا نشاهد الأحداث التي تجري لدى جارتنا في الشمال الشرقي، ونتابعها عن كثب. وحتى الآن هناك سؤالان أساسيان: ما هي حظوظ نجاح الثورة السورية وسقوط نظام الأسد؟ وما هو الأفضل بالنسبة إلى إسرائيل؟
· ثمة أمر وحيد واضح، وهو أنه في ظل التغييرات الجذرية التي حدثت في دول عربية مثل تونس ومصر وليبيا واليمن، ها هي الثورة المدنية ـ الإسلامية تصل إلى جارتنا الشمالية. لكن هناك خصائص تميز نظام الحكم في سورية مقارنة بالدول العربية الأخرى التي شهدت تغييرات. فهذه الدول [تونس ومصر وليبيا واليمن] هي دول إسلامية، في حين تحكم سورية الطائفة العلوية.
· يختلف الوضع في ظل حكم الأسد الابن عما كان عليه في أثناء حكم الأسد الأب. فبشار الأسد ليس قادراً على استخدام الدبابات كما استخدمها والده لقمع أحداث حماه في سنة 1982. كذلك تغير سكان سورية عما كانوا عليه، وهم لا يخافون من الدبابات. وتدل صور التظاهرات في سورية على أن غضب المتظاهرين لا يرجع إلى أسباب دينية فقط بل اجتماعية أيضاً، إذ تعاني سورية من بطالة كبيرة ومن فقر شديد. وقد شجعت الثوارت في الدول العربية الناس في سورية على مواجهة النظام، ولم يعد هؤلاء يخافون من السلطة، وباتوا يعتقدون أن في إمكانهم إسقاطها.
· هل سقوط الرئيس الأسد أمر جيد أم سيء بالنسبة إلى إسرائيل؟ لقد علمتنا التجربة أن التوصل إلى سلام بين إسرائيل والدول المسلمة المجاروة لها ممكن. وأبرز مثال على ذلك مصر والأردن، بعكس سوريا ولبنان الدولتين غير المسلمتين.