إسرائيل تهدّد باتخاذ خطوات أحادية الجانب في حال إصرار الفلسطينيين على اعتراف الأمم المتحدة بدولة في حدود 1967
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

هددت إسرائيل باتخاذ خطوات أحادية الجانب في حال استمرار السلطة الفلسطينية في تنفيذ الخطوات الرامية إلى الحصول على اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية تُقام في حدود 1967.

وقامت إسرائيل الأسبوع الفائت بتوجيه رسائل في هذا الشأن إلى الـ 15 دولة الممثلة في مجلس الأمن الدولي، وإلى دول رئيسية أخرى في الاتحاد الأوروبي، حذّرت فيها من مغبة هذه الخطوات. وقال مسؤولون رفيعو المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية إن المدير العام للوزارة رفائيل باراك وجه برقية سرية للغاية إلى أكثر من 30 سفارة إسرائيلية في شتى أنحاء العالم تضمنت تعليمات بتقديم احتجاج دبلوماسي لدى "أعلى سلطة ممكنة" [في الدول التي تعمل فيها هذه السفارات] فيما يتعلق بالنشاط الدبلوماسي الفلسطيني الذي يهدف إلى دفع الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية مستقلة تُقام في حدود 1967 في أثناء الاجتماع الدوري الذي ستعقده الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/ سبتمبر المقبل.

وجاءت هذه الهجمة الدبلوماسية الإسرائيلية في إثر تسرّب وثيقة داخلية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى وكالة الأنباء الفرنسية قبل نحو أسبوع تبيّن منها أن الفلسطينيين قرروا التخلي عن مسار المفاوضات مع إسرائيل، والتمسك بخطوات أحادية الجانب في الأمم المتحدة تهدف إلى الحصول على اعتراف دولي بدولة فلسطينية في حدود 1967.

ويكمن التجديد في الرسائل الدبلوماسية الأخيرة في تهديد إسرائيل لأول مرة بالإقدام على خطوات عقابية، إذ طُلب من السفراء الإسرائيليين أن يشددوا على أنه في حال استمرار الفلسطينيين في خطواتهم الأحادية الجانب فإن إسرائيل سترد باتخاذ خطوات أحادية الجانب من طرفها.

وقالت مصادر رفيعة المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية لصحيفة "هآرتس" إنه لم يُتخذ حتى الآن أي قرار في شأن الخطوات [الأحادية الجانب] التي يمكن أن تقدم إسرائيل عليها في حال استمرار الفلسطينيين في خطواتهم الأحادية الجانب، كما أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لم يقم بعد بمناقشة هذا الأمر في أي هيئة حكومية. لكن أوساطاً سياسية يمينية طرحت في الأسابيع القليلة الفائتة أفكاراً في هذا الصدد مثل فرض القانون الإسرائيلي على الضفة الغربية، أو ضم الكتل الاستيطانية الكبرى [في الضفة الغربية] إلى إسرائيل.

وأكد دبلوماسيون أوروبيون في أحاديث خاصة أدلوا بها إلى صحيفة "هآرتس" أن دولهم تلقت فعلاً رسائل من إسرائيل في هذا الشأن قبل بضعة أيام، لكنهم في الوقت نفسه شددوا على أنهم لم يحصلوا على أي جواب جاد يتعلق بالخطوات التي يمكن أن تتخذها إسرائيل رداً على النشاط الدبلوماسي الفلسطيني.

وقال دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى إن موضوع الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية مستقلة تُقام في حدود 1967 في أيلول/ سبتمبر المقبل أصبح حتمياً وذلك بسبب الجمود المسيطر على العملية السياسية.