من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· لا حاجة بعد اليوم إلى الحروب وإلى سفك الدماء، ويمكن للردع أن يقوم بوظيفة الجنود والسلاح في ساحات القتال. لقد نجح هذا الأسلوب أيام الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، كما نجح عندنا بعد حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973]. وفي الواقع، شكل الردع أساساً لاتفاقي السلام مع مصر والأردن.
· عندما يدرك زعماء دولة توشك على شن هجوم أنهم سيهُزمون هزيمة أكيدة، فإنهم يرتدعون عن القيام بذلك. هذا هو السبب الذي دفع أنور السادات بعد هزيمة مصر سنة 1973 إلى اختيار السلام. وهذا هو السبب الذي دفع أيضاً حافظ الأسد وابنه من بعده إلى الامتناع من القيام بأي عمل عنيف ضد إسرائيل خلال الأعوام الـ 38 الماضية، أي منذ حرب يوم الغفران.
· طبعاً، هناك دائماً الخطأ في التقدير. ففي الحرب العالمية الثانية هاجم اليابانيون بيرل هاربر مستندين إلى التقدير الخطأ أن في إمكانهم الانتصار على أميركا. كذلك اعتقد صدام حسين أن الولايات المتحدة لن تنقلب عليه على الرغم من كل الاستفزازات التي قام بها. لذا يجب الأخذ دائماً في الاعتبار لدى التطرق إلى معادلة الردع احتمال أن يخطىء الطرف الثاني في تقديراته.
· لكن الأمر يختلف تماماً عندما يتعلق الأمر بالإرهابيين، إذ لا يمكن بصورة عامة ردعهم. فمن الصعب تحديد أماكن وجودهم ومهاجمتها، وهم مسؤولون فقط تجاه أنفسهم أو تنظيماتهم الإرهابية، ولا يهمهم إذا عانى محيطهم من الأعمال الانتقامية التي تتسبب بها عملياتهم. ونظراً إلى صعوبة ردعهم ينبغي الانتصار عليهم، مثلما فعل الجيش الإسرائيلي بعد هجوم عيد الفصح سنة 2002 [عندما قام بعملية السور الواقي ضد الضفة الغربية].
· هناك تنظيمات إرهابية تتحمل المسؤولية السياسية في المناطق التي تنشط فيها، وتكون بالتالي حساسة إزاء الهجمات التي يتعرض لها المدنيون والبنى التحتية رداً على عملياتهم، مثلما هو حال حزب الله حالياً في لبنان. ففي الماضي لم يكن للحزب موقع سياسي، وكان من الصعب الجمع بينه وبين الحكومة اللبنانية التي كانت تدعي أنها غير قادرة على السيطرة عليه.
· قبل عشرة أعوام، كان السوريون يسيطرون على لبنان وعلى حزب الله، وكان يمكن تحمليهم مسؤولية الأعمال الإرهابية التي يقوم بها الحزب. يومها هاجم سلاح الجو، رداً على إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية على الحدود الشمالية، البنى التحتية في بيروت وفي أماكن أخرى من لبنان، وقد أدى ضغط سورية على حزب الله إلى وقف إطلاق الصواريخ. لكن الوضع تغير بعدما انسحبت سورية من لبنان، وتحول حزب الله من جديد إلى تنظيم إرهابي "لا يمكن السيطرة عليه"، وما لبث الوضع أن تغير بعد أن أصبح حزب الله هو اللاعب السياسي المسيطر على الساحة اللبنانية.
· في غزة، تعتبر "حماس" الطرف المسيطر والمسؤول، لكننا نشهد مرة أخرى تكراراً للنموذج السابق لحزب الله، وذلك عبر تصوير الجهاد الإسلامي تنظيماً "لا يمكن السيطرة عليه." لكن لماذا فشلت عمية "الرصاص المسبوك" في إرساء ردع طويل الأمد ضد الصواريخ التي تُطلق علينا من الجنوب؟
· ثمة أسباب كثيرة تدفعنا إلى الاعتقاد بأن "حماس" والجهاد الإسلامي تعتبران أن إسرائيل ستتردد في القيام بعملية برية جديدة في غزة، ولا سيما بعد تقرير غولدستون والتنديد الشديد بعملية "الرصاص المسبوك". لكن الهجمات الصاروخية لا يمكن لجمها إلاّ بواسطة عملية برية.
· هل معنى ذلك أن الردع قد فشل، أم أن ما يجري هو تقدير خطأ من جانب "حماس" والجهاد الإسلامي؟ .