· من الواضح أن الواقع السائد في منطقة الحدود مع غزة خلال الأيام القليلة الفائتة يخدم حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي، ذلك بأنهما لا تدفعان ثمناً باهظاً في مقابل إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على مدينتي بئر السبع وأسدود، أو على البلدات المحاذية للقطاع. وأعتقد أن هذا الوضع لا يمكن تحمله، وفي حال عدم توقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل في غضون بضعة أيام لن يكون أمامها خيار إلاّ شن عملية عسكرية كبرى.
· ونظراً إلى أن الحديث عن شن عملية عسكرية إسرائيلية يدور على عملية شبيهة بعملية "الرصاص المسبوك" فإنه لا بد من العودة إلى الدروس المستخلصة من العملية الأصلية قبل عامين وربع العام.
· إن الموضوع الأول الذي يجب تحديده هو هدف العملية، وينبغي أن يتضمن الإجابة عن السؤال التالي: ما الذي نتطلع إلى تحقيقه على المستوى الاستراتيجي؟ يمكن تحديد أربعة أهداف كحد أعلى، أو أي منها كحد أدنى، وهي: أولاً، تحقيق الردع، والذي يعتبر بمثابة هدف الحد الأدنى؛ ثانياً، تحقيق الهدف الأول إلى جانب إلحاق ضرر كبير بالقدرة العسكرية للمنظمات "الإرهابية" في غزة؛ ثالثاً، تحقيق الهدف الثاني إلى جانب شل قدرة "حماس" والفصائل الفلسطينية الأخرى على الاستمرار في تهريب أسلحة من خلال محور فيلادلفي على الحدود بين مصر وغزة؛ رابعاً، إسقاط سلطة "حماس" وتحقيق الأهداف الثالثة السالفة. ولا شك في أن تحقيق كل هدف من هذه الأهداف الأربعة يستلزم شن عملية عسكرية تكون ملائمة له. ومهما يكن الهدف الذي يتم اختياره فإن من الأهمية بمكان تحديده قبل الإقدام على شن العملية العسكرية.
· أمّا الموضوع الثاني فهو تحديد نقطة النهاية لأي عملية عسكرية. وفي هذا الشأن فإن على إسرائيل أن تحدد مسبقاً، ومن خلال تنسيق ذلك قدر الإمكان مع الولايات المتحدة، أن نهاية أي عملية يجب أن تضمن حلولاً لثلاثة أمور، هي: أولاً، التوصل إلى وقف لإطلاق النار؛ ثانياً، تحقيق اتفاق بشأن فتح معابر الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة؛ ثالثاً، إنجاز صفقة "معقولة" لتبادل الأسرى تشمل الإفراج عن غلعاد شاليط [الجندي الإسرائيلي الأسير لدى "حماس"].