من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· تتابع القدس عن كثب الصراعات الدائرة في البلدان المجاورة لنا، ولا سيما الصدامات الدامية في سورية. وهنا يُطرح السؤال: هل سقوط الأسد أمر جيد بالنسبة إلى اليهود؟ وهل يمكن أن يحل مكان نظام الأقلية العلوية متدينون متشددون؟ وما مصير اتفاق فصل القوات في هضبة الجولان؟ وماذا ستكون عليه سياسة النظام الجديد إزاء الحل السياسي للنزاع الإسرائيلي ـ العربي؟ وما هي انعكاسات انقلاب سياسي في سورية على علاقاتها الوثيقة بإيران وحزب الله و"حماس"؟ من الصعب أن تجد معلقاً جدياً يخاطر بالإجابة عن هذه الأسئلة.
· في المقابل، وبعد مرور ستة أسابيع على سقوط نظام حسني مبارك، لم يعد حتى الأكثر تشاؤماً يتحدثون عن احتمال تجدد المواجهة العسكرية مع مصر، كذلك لم تنتقل الاضطرابات الداخلية هناك إلى الحدود مع إسرائيل. وقد امتاز رد الحكومة المصرية الموقتة في القاهرة على هجمات سلاح الجو الإسرائيلي على غزة بضبط النفس.
· وتصادف اليوم ذكرى مرور تسعة أعوام على مباردة السلام العربية التي أُقرها مؤتمر القمة العربية. يومها اقترحت الدول العربية كلها، بما فيها سورية، وتبعتها الدول الأعضاء في منظمة الدول الإسلامية، أفضل اقتراح للسلام حصلت عليه الدولة اليهودية منذ إعلان وعد بلفور. وقد تضمنت المبادرة: إنهاء العداء مع العالم الإسلامي؛ علاقات جوار طبيعية مع الدول العربية؛ دولة فلسطينية ضمن حدود 4 حزيران/يونيو 1967؛ تقسيم القدس؛ حل عادل ومُتفق عليه لمشكلة اللاجئين استناداً إلى القرار 194. كذلك فتحت المبادرة المجال أمام تبادل للأراضي، الأمر الذي يسمح لإسرائيل بضم الأحياء اليهودية في القدس وقسم من المستوطنات، بالإضافة إلى الترتيبات الخاصة بالأماكن المقدسة.
· في اليوم التالي لهذه القمة العربية، شن أريئيل شارون حرباً ضد الفلسطينيين رداً على مقتل 30 إسرائيلياً في هجوم لـ "حماس" على فندق في نتانيا عشية عيد الفصح، فأرسل الجيش الإسرائيلي لاحتلال الضفة الغربية من جديد (في عملية السوار الواقي)، واقترح يومها "اتفاقاً مرحلياً بعيد المدى."
· لو كان في إسرائيل رئيس حكومة مشغول بغير الحفاظ على بقائه في الحكم، لما سمح بتضييع الفرصة التي تتيحها المبادرة العربية، والتي قد لا نحظى بمثلها مرة أخرى.