من الأفضل للغرب دعم قوى المعارضة السورية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       تتعرض الزعامة السورية في الأيام الأخيرة لموجة متصاعدة من الضغوط. ويدل ظهور مستشارة الرئيس الأسد بثينة شعبان، ودعوتها إلى تجاهل تقارير الإعلام الغربي، ودفاعها عن السلطة، على عمق خوف الحكم السوري الذي فشل حتى الآن في السيطرة على الاضطرابات.

·       إن ما يحدث يشكل فرصة نادرة للغرب، فسورية لها أهمية خاصة في موازين القوى الإقليمية، وقد شكل فشل قمة جنيف في آذار/ مارس 2000 بين الرئيس الأميركي بيل كلينتون والرئيس السوري حافظ الأسد نهاية الأمل بأن تنضم سورية إلى المعسكر الموالي للغرب، وبأن يكون لها دور في عملية السلام. وبعد وفاة الأسد في السنة نفسها، تحولت سورية من دولة رئيسية في الساحة الإقليمية إلى دولة تدور في فلك إيران.

·       طوال 11 عاماً من حكم بشار الأسد، انصاعت سورية بصورة كاملة لمصالح طهران وحزب الله. فساعدت حزب الله في السيطرة أولاً على الجنوب اللبناني، ثم على الدولة كلها، كما ساهمت في تهريب جزء من الوسائل القتالية الاستراتيجية للحزب، وفي تقوية المحور الشيعي الذي أقامته طهران. من هنا الأهمية الكبيرة لسورية بالنسبة إلى إيران التي لن تسمح بسقوط النظام هناك.

·       وللأسف الشديد، يفضل الرئيس الأميركي باراك أوباما وسائر زعماء الغرب مشاهدة ما يجري في سورية من دون أن يتدخلوا فيه. وعندما سُئل مارك تونر الناطق باسم الخارجية الأميركية عن الفوارق بين الأزمة في سورية والأزمة في ليبيا أجاب: "إن الأحداث التي تجري في البلدين مختلفة تماماً في حجمها وفي مداها. ففي ليبيا كنا على أبواب كارثة إنسانية وقد عملنا على وقفها."

·       لقد صدق الناطق الأميركي في أمر واحد هو أن سورية ليست ليبيا. إذ تشكل سورية جزءاً أساسياً من محور الإرهاب الذي تتزعمه إيران وينشط في البحرين وسائر دول الخليج، والذي يمر في دمشق، ويتحرك بحرية في لبنان، ويعارض هذا المحور بتشجيع من دمشق عملية السلام ويدعم الإرهاب ضد إسرائيل.

·       لقد سئم الشعب السوري حكم بشار الأسد وعجزه عن تحقيق التقدم لبلده. ويزيد تحالف هذا النظام مع الشيعة في المنطقة ضد السنّة في لبنان في غضب السوريين، إذ شهدت الأعوام الأخيرة نشأة معارضة نشطة وسط الشتات السوري في الغرب. لذا بدلاً من أن يوظف الغرب جهده في الحرب القبائلية في ليبيا، من الأفضل لو يزيد في الضغط الدولي على دمشق ويدعم المتظاهرين وقوى المعارضة السورية، لأن في إمكان هؤلاء أن يشكلوا مستقبلاً أفضل لبلدهم وللمنطقة بأسرها.