· بعد الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية المصرية، على مصر أن تختار بين رئيس إسلاموي (محمد مرسي)، وبين ممثل النظام السابق (أحمد شفيق). وفي سورية، طالعتنا في نهاية الأسبوع أخبار عن مجزرة جديدة في مدينة الحولة. أمّا إيران، فقد شجعتها المفاوضات التي جرت في إستانبول وبغداد على فتح مفاعل جديد بالقرب من بوشهر، في الوقت الذي عثر فيه مراقبو الأمم المتحدة على كميات من اليورانيوم المخصب على درجة 27٪.
· لا يتعاطى الرئيس باراك أوباما مع مصر وسورية وإيران بصفتها دولاً، وإنما ملفات من شأنها أن تؤثر في الناخب الأميركي في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وتدرك الإدارة الأميركية صعوبة تحقيق أي فوز على صعيد ملفي مصر وإيران حتى موعد الانتخابات الأميركية، من هنا لا يبقى أمامها سوى ملف دمشق. فإذا فاز مرشح الإخوان المسلمين في انتخابات الرئاسة المصرية في حزيران/يونيو المقبل، لن يبقى في مصر سوى الجيش من أجل لجم الإخوان والنظام الديني. أمّا إذا فاز أحمد شفيق، آخر رئيس للحكومة في عهد حسني مبارك، فمن المؤكد أن الإحباط وعدم الاستقرار سيستمران في مصر.
· وفي إيران، لا تزال المهزلة مستمرة. فقد فهم حكام طهران جيداً الأجواء التي تسود واشنطن، وأدركوا أن لديهم مدة من الوقت، حتى تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، لمواصلة تقدم مشروعهم وزيادة سرعته. كذلك لم تؤد المفاوضات مع الدول الكبرى إلى كبح إيران، وإنما على العكس من ذلك جعلتها تشعر بأنها الدولة السابعة الكبرى، وبدا أن المشروع النووي الإيراني يساعد في بقاء النظام الإيراني ويدعم المكانة الدولية لطهران.
· من هنا لم يبق لدى أوباما غير دمشق. فها هو يطرح خطته بالتعاون مع الروس من أجل استبدال الرئيس الأسد من دون تغيير النظام (مثلما جرى في اليمن). وبهذه الطريقة تحافظ موسكو على مصالحها في الشرق الأوسط، وتستطيع واشنطن التباهي بأنها أزاحت طاغية دمشق.
من المنتظر أن يلتقي أوباما وبوتين في وقت قريب، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الذي سيحصل عليه بوتين في مقابل منحه أوباما هذا الإنجاز الوحيد في الشرق الأوسط؟