من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· قبل عقد من الزمن أعلنت دولة إسرائيل أن امتلاك إيران سلاحاً نووياً يشكل خطراً وجودياً عليها، وكلّفت الموساد مهمة القضاء على هذا الخطر. وقد قام الموساد بعمل مذهل، ونجح في كسب الوقت، لكن في نهاية الأمر، لم ينجح في تنفيذ المهمة التي كانت، منذ البداية، مهمة مستحيلة. إذ تملك إيران اليوم صواريخ بعيدة المدى، وقدرة تكنولوجية عالية، ويورانيوم مخصب يكفي لصنع خمس قنابل نووية، كما أنها تستطيع أن تتحول خلال وقت قصير إلى قوة نووية. وهكذا انتهت عشرة أعوام من العمل غير العسكري لمواجهة السلاح النووي الإيراني بالفشل.
· قبل بضعة أعوام تعهد المجتمع الدولي وقف البرنامج النووي الإيراني من خلال استخدام الوسائل السياسية والاقتصادية. وأجرت روسيا والصين حواراً سياسياً طويلاً وشائكاً مع إيران، كذلك بادرت الولايات المتحدة وأوروبا إلى فرض عقوبات دولية، وأخرى من طرف واحد ضد إيران. وكانت النتيجة تضرر الاقتصاد الإيراني، وانهيار العملة، واصطدام المشروع النووي الإيراني بعقبات محددة. لكن في نهاية الأمر كان الإيرانيون أكثر فطنة من الذين حاولوا لجم خطواتهم، فنجحوا في تخطي سلسلة من الخطوط الحمر، وباتوا على حافة الحصول على السلاح النووي. وانتهت أعوام من العمل السياسي والاقتصادي لإحباط السلاح النووي الإيراني بالفشل.
· لقد أدى فشل المساعي غير العسكرية والسياسية والاقتصادية إلى وضع استراتيجي خطر. ففي صيف 2012 لم يعد هناك خيارات سهلة لمواجهة القنبلة الإيرانية، إذ سبق أن استُخدمت جميع هذه الخيارات، وباءت كلها بالفشل. ومن الواضح اليوم أن إسرائيل أمام ثلاثة احتمالات: إمّا القبول بإيران نووية، وإمّا مهاجمة إيران، وإمّا انتظار العون الأميركي.
· إن القبول بإيران نووية معناه قبول إسرائيل بالعيش في ظل خطر تعتبر أنه يهدد وجودها. فمن الصعب أن نعيش حياة معقولة في دولة صعبة مثل إسرائيل في ظل تهديد القنبلة النووية الشيعية. في المقابل تنطوي مهاجمة إيران على مخاطر جمة، فحتى لو نجح هذا الهجوم ولم تنشب حرب إقليمية فظيعة، فإن هذا سيشكل مرحلة موقتة للمواجهة المقبلة مع الجمهورية الإسلامية. ويدل فشل الأميركيين في باكستان وكوريا الشمالية، وحتى في إيران، على أنهم لن يتدخلوا عندما يحين الوقت لحل المشكلة.
· لقد أدى الحديث المتواصل عن الموضوع النووي الإيراني داخل إسرائيل إلى نشوء إرهاق نفسي، كما خلق نوعاً من اللامبالاة. ففي الوقت الذي تركز فيه الزعامة الإسرائيلية تركيزاً مطلقاً على إيران، نجد أن الجمهور الإسرائيلي لا يفهم الخطر الإيراني ولا يهتم به، إذ يبدو خطر نتانز بالنسبة إليه خطراً نظرياً، ويصعب على الإسرائيليين، بصورة عامة، التعامل مع المخاطر النظرية. في المقابل لا أحد يحاول إجراء نقاش جدي بشأن الاحتمالات الثلاثة الصعبة المطروحة أمام إسرائيل، كذلك لا وجود لهيئة وطنية تستطيع الاختيار بصورة صحيحة بين ما يطرحه كل من رئيس الحكومة ووزير الدفاع في هذا الشأن، وبين ما يطرحه رئيس الدولة، الذي يعتقد بوجود خيار آخر، فضلاً عن المؤسسة العسكرية التي تؤمن بوجود خيار ثالث.
إن الواقع الذي نعيشه هو واقع صعب، ويتطلب من إسرائيل اتخاذ قرارات صعبة. فبعد أن فشلنا مرتين في مواجهة إيران، ممنوع علينا أن نفشل مرة ثالثة.