الأميركيون ينخرطون في الحرب السورية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·          يشكل قرار الأميركيين تزويد الثوار في سورية بالسلاح ذروة مسعى عربي مشترك لكسر الجمود ومساعدة المعسكر السني. وفي الحقيقة، أعطى القرار زخماً قوياً للثوار الذين كانوا مكشوفين أمام هجمات الحرس الثوري الإيراني ومقاتلي حزب الله، وتكبدوا خسائر كبيرة بسبب السلاح المتقدّم والطائرات الروسية من دون طيار.

·          وأعلن الثوار أول من أمس انطلاق معركة "القادسية" التي تتمحور بصورة أساسية في جبهة مدينة حلب، وهم لم يختاروا هذا الاسم مصادفة لمعركة أساسية في قتالهم. 

·          وما يمكن قوله إنه باستثناء إعلان الولايات المتحدة تزويد المعارضة السورية المستنزفة بالسلاح بعد أن تأكد استخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين السنّة، فإن أجزاء كثيرة من تفاصيل هذا القرار وكيفية تنفيذه بقيت سرية.

·          ويبدو أن الأميركيين قرروا تزويد الجيش السوري الحر بقيادة الجنرال سليم إدريس فقط بالسلاح النوعي، ومنع وصول السلاح المتطور إلى المجموعات الإرهابية الإسلامية التي تنشط في سورية في ظل الشكوك القائمة حيال تركيبة قوى المعارضة الإسلامية فيها، ولا سيما في ضوء الذاكرة الجماعية الأميركية حيال مساعدة الراديكاليين الإسلاميين الذين في ما بعد وجهوا السلاح الذي حصلوا عليه من الأميركيين ضدهم. وليس من مصلحة الأميركيين وقوع السلاح المتطوّر الذي سيقدّم إلى الثوار السوريين  في يد الإسلاميين المتطرفين مثل "القاعدة" و"جبهة النصرة" و"أحرار الشلام" و"كتائب الفاروق" من الذين  سيتحولون أعداء لها.

·          حتى الآن ليس من الواضح ما هو نوع السلاح الذي سيرسل ولا من هي الجهة التي ستحصل عليه. لكنه من الواضح أن الأميركيين أنهوا المعادلة الدموية التي كانت قائمة والتي وقفاً لها واصلت إيران وروسيا تزويد الأسد بالسلاح المتطور، فيما وقف الغرب عاجزاً يماطل بحثاً عن صيغ لا جدوى منها لحلّ الأزمة.

·          واتخذ الأميركيون قرارهم هذا على الرغم من التهديدات السورية والروسية بالانتقام من أوروبا، بعد أن تبيّن لهم أنه لا أمل باستقالة الأسد وإنشاء حكومة انتقالية تسبق الانتخابات.

·          وفي وقت يواصل التكتل العلوي للأسد مع مقاتلي حزب الله الشيعة والحرس الثوري هجومهم على المدنيين السنة في سورية ومقاتلي المعارضة والبنية التحتية في المدن، بدأ يبرز توحّد الزعماء العرب السنّة ضمن جبهة واحدة واضحة يقولون من خلالها ومن دون مواربة ديبلوماسية إن "الفتنة" المذهبية أخذت اليوم أحجاماً جلية، وباتت حرباً أهلية بين السنّة والشيعة، ولم تعد تقتصر فقط على المواجهة بين الأسد والثوار. فإلى جانب سورية، تشتعل مراكز التوتر المذهبي في لبنان والعراق. أما الدول السّنية المجاورة لسورية مثل تركيا والأردن فهي تستعد لمثل هذه المواجهة.

·          تعتبر المعارضة السورية السنّية التي أطلقت اسم "القادسية" على معركتها الأخيرة في حلب، أن إيران الفارسية الشيعية تهدد الشرق الأوسط من خلال سورية، معلنة الحرب على العالم السنّي.

 

·          وكأنما لم يمرً أكثر من ألف سنة على معركة القادسية التاريخية التي خاضها الخليفة عمر "الفاروق" سنة 636 ضد جيش الامبراطور الفارسي قورش، وبقيت هذه المعركة رمزاً لانتصار الإسلام وهزيمة مذلة للفرس لم يستطع الإيرانيون أن ينهضوا منها الآن، يحاولون اليوم أن يغيّروا قليلاً حتمية التاريخ. 

 

المزيد ضمن العدد 1684