في الطريق إلى انتفاضة ثالثة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·          لتحذير الذي أطلقه قائد المنطقة الوسطى اللواء نيستان ألون من حدوث موجات عنف في حال فشل جون كيري في تحريك العملية السياسية، ثمرة تحليل مهني خالص وليس نتيجة موقف سياسي كما يزعم اليمين. وهو أيضاً جرس إنذار بالنسبة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

·          في كانون الأول/ديسمبر 1987، وفي أيلول/سبتمبر 2000 فوجئ أصحاب القرار في إسرائيل بنشوب الانتفاضتين، وهم ببساطة تجاهلوا تأثير سياساتهم في الجو العام في المناطق [المحتلة].

·          هذه المرة يوجّه قائد المنطقة الوسطى انتباه نتنياهو إلى العلاقة بين الجمود السياسي وأيّ انتفاضة ثالثة. ولا يستطيع رئيس الحكومة أن يقول إنه لم يكن يعلم وإنه فوجئ بنشوب هكذا انتفاضة.

·          كما لا يستطيع أن يدّعي أنه فوجئ بانفجار العنف، لأنه إلى جانب تحذير قائد المنطقة الوسطى هناك تلميحات لمسؤولين كبار في الشاباك للطبقة السياسية بأن "المناطق" على حافة الانفجار.

·          وفي الواقع، فإن الأرض تغلي وراء المشهد البراق لحركة البناء الكثيفة وحياة الليل الصاخبة في رام الله، وتكفي شرارة واحدة كي تشعل العنف. وإذا كان نتنياهو يفضل تجاهل تحذيرات اللواء ألون، فإن مستشاريه يترجمون له تصريحات الزعماء الفلسطينيين ومنهم المعتدلون وأنصار المحافظة على الهدوء، يحذرون فيها بوضوح من احتمال انفجار موجة عنف هم غير قادرين على ضبطها.

·          صحيح أن أبو مازن يشدّد على أنه لا ينوي الدخول في مواجهة عنفية مع إسرائيل، لكنه يلمح إلى أنه في حال استمرار الجمود وتزايد اليأس، فإنه قد يفقد السيطرة على الجماهير. وأوضح وزير العمل السابق في الحكومة الفلسطينية حسن الخطيب في مقابلة مع وكالة الانباء الفرنسية، أن العنف قد ينشب من دون أن يكون للقيادة دور في ذلك.

·          كان يتعيّن على نتنياهو أن يثني على اللواء ألون ويدعوه إلى مكتبه كي يفهم منه سبب العلاقة بين محادثات كيري والهدوء في المناطق. لكن رئيس الحكومة يعلم أن اللواء ألون يُعتبر عدواً للمستوطنين ولممثليهم في الكنيست، فهو لا يريد الدخول في مواجهة معهم دفاعاً عن ضابط كبير يقوم بمهمته بصورة صحيحة.

·          عندما اتُخذ قرار تعيين ألون قائداً للمنطقة الوسطى، أعلن المستوطنون أن هذا التعيين ضرب من "الجنون"، وأنه بمثابة إعلان حرب حقيقية ضدّهم.

 

·          إن تحذير اللواء ألون للقيادة السياسية دليل شجاعة تستحق التوقف عندها. وسيكون من الخطأ الذي لا يمكن التسامح فيه، تجاهل هذا التحذير لمجرّد أن اليمين في إسرائيل يعتبر ألون "يسارياً". 

 

المزيد ضمن العدد 1684