يجب عدم السماح لإيران بتحقيق انتصار في المفاوضات بشأن سلاحها النووي
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       قبيل جولة المفاوضات بشأن السلاح النووي الإيراني، التي من المنتظر أن تجري في بغداد يوم الأربعاء المقبل، بدأت الصحف الإيرانية تتحدث عن تحقيق إنجاز إيراني مهم، وهو اعتراف الولايات المتحدة بحق إيران في تخصيب اليورانيوم.

·       يثير مثل هذا الكلام عصبية الولايات المتحدة، من ناحية، لأنها لم تقدم على مثل هذا الاعتراف، لكنه يشجعها، من ناحية أخرى، لأنه يدل على أن القيادة الإيرانية تحضّر جمهورها لتقديم تنازلات في المجال النووي، وذلك عبر تصوير هذه التنازلات على أنها إنجاز للأمة الفارسية. ويؤدي هذا كله إلى ظهور الانطباع بأن المفاوضات في بغداد ستؤدي إلى تحقيق تسوية مع إيران (الأمر الذي لا يزال موضع شك كبير). والسؤال الذي يطرح نفسه هو التالي: ماذا سيكون رد إسرائيل في حال سارع الإيرانيون إلى تصوير نتائج المفاوضات على أنها انتصار لهم؟

·       لقد وضعت الحكومة الإسرائيلية سقفاً عالياً لنجاح المفاوضات (مثل إلغاء إيران تخصيب اليورانيوم، وإغلاق منشآت التخصيب في فوردو وفي أماكن أخرى)، ويعلن زعماء هذه الحكومة عدم ثقتهم الكاملة بإمكان التوصل إلى اتفاق ملزم وذي قيمة عبر المفاوضات. وفي حال استمر هذا التوجه، فمن المتوقع ألاّ ترضي نتائج المفاوضات حكومة إسرائيل، حتى لو أرضت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا، إذ ستعتبر إسرائيل هذه النتائج فشلاً للمفاوضات.

·       وعشية المفاوضات يبدو أن هامش الأمور المتفق عليها هو كالتالي: وقف تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو، ونقل كل كميات اليوارنيوم المخصب على درجة 20٪  إلى خارج إيران، والسماح لمراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالقيام بعملية مسح شاملة لإيران من أجل تحديد الأماكن التي يجري فيها تخصيب اليورانيوم، والسعي لحصر عمليات تخصيب اليورانيوم على درجة 3,5٪ فقط.

·       في مقابل ذلك، سيجري رفع العقوبات المفروضة على إيران بالتدريج، ومن دون أن يؤدي ذلك إلى إلغاء العقوبة الأساسية، أي وقف استيراد أوروبا للنفط الخام من إيران في الأول من تموز/يوليو المقبل.

·       وإذا ما تم التوصل إلى مثل هذا الاتفاق في مؤتمر بغداد هذا الأسبوع (ومن الصعب أن يجري ذلك في جلسة واحدة)، فيبدو واضحاً منذ الآن كيف سيتم تفسيره من جانب الصحف الإيرانية، وكيف ستقول إن التخوف الشديد للرئيس أوباما من عدم انتخابه لولاية ثانية هو الذي يدفعه إلى منع ارتفاع أسعار الوقود قبل الانتخابات، وهو الذي أجبره على التوصل إلى اتفاق مع إيران يسمح لها رسمياً بتخصيب اليورانيوم.

·       في حال حدوث ذلك، يُتوقع أن تعتبر إسرائيل أن ما جرى الاتفاق عليه لن يمنع إيران من الحصول على الطاقة النووية، وأن وقف العمل في منشأة فوردو سيكون موقتاً، وأن القبول بتخصيب اليوارنيوم على درجة 3,5 ٪ سيبقى خطراً جداً، وأن رفع العقوبات، وإن تم بالتدريج،  سيمنح إيران انتصاراً.

·       من الخطأ أن تفكر إسرائيل بمثل هذه الطريقة، فتصويرها الاتفاقات التي سيجرى التوصل إليها على أنها فاشلة هو تحديداً ما تريده إيران. وإذا كانت إسرائيل تعتبر الاتفاقات فشلاً للغرب، فهذا يعني أنها انتصار لإيران، الأمر الذي تسعى الدعاية الإيرانية لتصويره.

·       لا أقصد بموقفي هذا أن علينا الاحتفال لدى تحقيق التفاهمات بين الطرفين، لكن من الواضح أن حدوث ذلك يعني انحسار خطر اللجوء إلى الخيار العسكري. فتصوير الاتفاق الدولي مع إيران على أنه خطأ وفشل كبيرين لن يعود علينا بأي فائدة.

·       ومن الأفضل لنا أن نُظهر أن ما تحقق هو نتيجة نضال الحكومات الإسرائيلية خلال الأعوام العشرين الأخيرة من أجل مواجهة الخطر الإيراني ولفت أنظار العالم إليه.

كما يتعين علينا أن نوضح أن التوصل إلى اتفاق ليس أمراً محسوماً، وهو يتطلب كثيراً من المعالجة والمتابعة اليقظة للتأكد من أن إيران لا تخدع العالم كما فعلت في الماضي.