· لا شك في أن جولة المحادثات الثانية التي ستجري بعد غد (الأربعاء) بين مجموعة 5+1 وإيران في بغداد تشكل تذكيراً لإسرائيل بأنها ليست المسؤولة عن إدارة شؤون العالم، وبأن عليها أن تندمج في المعركة الدولية [الرامية إلى كبح البرنامج النووي الإيراني] وألا تسبح ضدها. وهذا الاندماج يعني، على الأقل في الوقت الحالي، التماشي مع حاجات الرئيس الأميركي باراك أوباما.
· وقال مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس (الأحد) إن الدول العظمى ستتوصل خلال جولة المحادثات هذه إلى اتفاق معين من شأنه أن يعطل البرنامج النووي الإيراني، وبناء على ذلك فإن التقديرات السائدة لدى أصحاب القرار في إسرائيل تشير إلى أن الخيار العسكري ضد إيران قد يسقط عن جدول الأعمال، على الأقل حتى موعد انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
· وقد أعرب الجانب الإسرائيلي عن موقفه إزاء هذه التطورات من خلال التصريحات التي أدلى بها كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، وقد أكدا فيها أن إيران تحاول أن تكسب مزيداً من الوقت من أجل دفع برنامجها النووي العسكري قدماً. في الوقت نفسه حرص المسؤولون في الولايات المتحدة على إيصال رسائل إلى إسرائيل تؤكد أن المحادثات مع إيران أحرزت تقدماً. مع ذلك يدرك المسؤولون الأميركيون أمرين: أولاً، أن أي اتفاق يتم التوصل إليه مع إيران لن يرضي إسرائيل؛ ثانياً، أن إسرائيل تدرك على الرغم من ذلك أن عليها أن تتصرف بحنكة وأن تكتفي بإسماع احتجاجها علناً وبصوت عال لا أكثر.
إن محصلة ذلك كله هو من جهة استمرار إسرائيل في الادعاء أن إيران تخدع العالم ولا تنوي التخلي عن تطلعاتها النووية، ومن جهة أُخرى حصول الرئيس أوباما على المهلة الزمنية المطلوبة إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية. وإلى ذلك الحين ربما تنجح الدول العظمى في تعطيل البرنامج النووي الإيراني عدة أعوام أخرى، وربما في أثناء ذلك قد يتغير النظام في طهران، وبذا يزول الخطر الذي يشكله على العالم أجمع. وفي حال عدم حدوث ذلك، ونجاح [الرئيس الإيراني] محمود أحمدي نجاد وأنصاره في تحقيق تطلعاتهم النووية، ثمة احتمال آخر هو أن تستوعب إسرائيل بإرادتها أو رغماً عنها أنه يمكنها العيش مع تحول إيران إلى دولة نووية.