يجب إعطاء فرصة لروحاني
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       صدق رئيس الحكومة عندما اقترح على الدول الغربية عدم الاستسلام للأوهام بعد انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني، فهذه هي أيضاً النصيحة التي يقدمها الإصلاحيون أنفسهم الذين فازوا في هذه الانتخابات. وفي الواقع، إن تركيبة النظام في إيران والصلاحيات الكبيرة التي يملكها علي خامنئي، هما اللذان يقرران الخطوات الإيرانية في الموضوع النووي أكثر بكثير من الرئيس، كما أن مسألة تطوير التكنولوجيا النووية تتعلق بالكرامة الوطنية في إيران بما يتخطى التيارات والحركات السياسية.

·       وعلى الرغم من ذلك، فإن انتخاب روحاني من شأنه أن يغير أسلوب إيران في التفاوض مع الغرب، كما أنه يدل على قوة الجمهور الإيراني الذي سئم الأزمة الاقتصادية وراديكالية محمود أحمدي نجاد والتيار الذي يمثله، وقمع حقوق الإنسان. إن وراء الانعطافة التي شهدت إيران مثيلاتها قبل 16 عاماً مع انتخاب محمد خاتمي، الجيل الشاب الذي ولد في أغلبيته خلال الثورة الإسلامية، وبدأ يبتعد عن الدين وعن الحماسة الأيديولوجية، ويريد مستقبلاً مزدهراً لوطنه. إن هذه التطلعات إلى جانب الأزمة الصعبة التي فرضتها العقوبات الاقتصادية على إيران، هي التي أدت إلى هذا الانقلاب السياسي الذي لم يخف على أنظار المرشد الأعلى.

·       إن استمرار النظام الإيراني، المرتبط بقدرة الرئيس الجديد والحكومة التي سيشكلها على رفع العقوبات عن إيران، يعتمد على الموقف من المشروع النووي. ولكن، إذا كانت الدبلوماسية الغربية اصطدمت حتى الآن بحائط مسدود وبخطاب عدائي تهديدي حوّل إيران إلى خطر حقيقي، فإنه من المحتمل الآن أن تتحسن حظوظ الدبلوماسية. ويبدو أن لدى روحاني الذي وصف فوزه بأنه انتصار الاعتدال على التطرف، وأيّد خلال حملته الانتخابية الحوار المباشر مع الولايات المتحدة، سيُطالب من جانب ناخبيه الكثر بتحقيق وعوده بإصلاح اقتصادي سريع، وبنية جدية لحل الأزمة. لكن لديه أيضاً الكثير من الخصوم الأقوياء الذين سيحاولون إفشال مهمته.

·       إن الشك وعدم الثقة بنية إيران هما حصيلة تجربة طويلة ومريرة. ولكن على الرغم من ذلك، يجب ألا نقول منذ اليوم إن السياسة الإيرانية لن تتغير. فبناء الثقة يتطلب من الطرفين، إيران ودول الغرب، بذل المساعي الديبلوماسية والقيام بالأعمال التي تثبت هذه الثقة.

 

·       إن الشعب الإيراني ليس عدواً لإسرائيل أو للغرب، والذين انتخبوا روحاني وأظهروا قوتهم الانتخابية يستحقون أن نعطيهم فرصة.

 

المزيد ضمن العدد 1679