قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، إن نتائج انتخابات الرئاسة في إيران يوم الجمعة الفائت، والتي أسفرت عن انتخاب حسن روحاني رئيساً لهذا البلد، لا تثير أي وهم في إسرائيل في ما يتعلق بتغيير السياسة العامة التي تنتهجها طهران.
وأضاف نتنياهو أنه يتعين على المجتمع الدولي أيضاً ألا يوهم نفسه بعد هذه النتائج، فيبادر إلى تخفيف وطأة الضغوط التي تُمارس على إيران كي توقف برنامجها النووي. كما يتعين عليه أن يتذكر أن الحاكم الفعلي في إيران [مَنْ هو بينهم محسوب أقل على الزعيم الروحي علي خامنئي] شطب منذ البداية مرشحين لهذه الانتخابات لم يكونوا ملائمين لآرائه المتطرفة، ومن ضمن الذين سمح لهم بأن يرشحوا أنفسهم تم انتخاب المحسوب الأقل بينهم على النظام. ومع ذلك، فإن هذا المرشح الفائز ينعت دولة إسرائيل بأنها "الشيطان الصهيوني الكبير".
وقال رئيس الحكومة إنه في جميع الأحوال، فإن الحاكم الفعلي في إيران هو الزعيم الروحي الأعلى وليس الرئيس، وهو الذي يتخذ القرارات الحاسمة في كل ما يتعلق بالبرنامج النووي. وكلما ازدادت الضغوط على إيران يزداد احتمال كبح برنامجها النووي الذي لا يزال أكبر خطر يهدّد السلام في العالم كله.
ولفت نتنياهو إلى أنه قبل 15 عامًا لم يؤدّ انتخاب رئيس إيراني آخر جرى اعتباره في الغرب معتدلاً [محمد خاتمي] إلى إحداث تغيير في سياسة طهران العدوانية. وخلال الأعوام العشرين الفائتة، فإن الشيء الوحيد الذي أدى إلى تجميد البرنامج النووي الإيراني بصورة موقتة، كان قلق طهران في سنة 2003 من شن عملية عسكرية حازمة ضدها.
وشدّد على أن التعامل مع إيران سيتم وفقاً لممارساتها، فإن واصلت الإصرار على تطوير برنامجها النووي، يجب أن يكون الرد واضحاً، وهو إيقاف هذا البرنامج بكل الوسائل الممكنة.
ورأى رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس أنه لا يمكن الحكم على الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني إلا من خلال أفعاله، وأشار إلى أن هذا الأخير سبق أن صرّح بأنه لن يستمر في انتهاج سياسات متطرفة.
وأضاف بيرس في تصريحات أدلى بها إلى وكالتي أسوشييتد برس ورويترز للأنباء أمس (الأحد)، أن الخاسر الأكبر في انتخابات الرئاسة الإيرانية هو الزعيم الروحي علي خامنئي الذي جاءت نتائج الانتخابات عكس توقعاته.
وأكد رئيس الدولة أن الرئيس الإيراني المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد يجب أن يُحاسب على أعماله التي أدت إلى جعل إيران مركزًا لـ"الإرهاب"، ودولة معزولة تعاني مشكلات اقتصادية صعبة من جراء قيامها بإهدار ملايين الدولارات على برنامجها النووي.
وأوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (17/6/2013) مجموعة من تعقيبات المسؤولين في إسرائيل على انتخاب روحاني رئيساً لإيران.
وفي هذا الإطار أشارت الصحيفة إلى أن وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني [رئيسة "الحركة"] أكدت أنه من السابق لأوانه تقدير انعكاسات هذا الانتخاب على السياسة العامة التي ستنتهجها طهران، وأنه لا بُد من الانتظار كي يتم التأكد مما إذا كان الرئيس الإيراني المنتخب يمثل الوجه المعتدل فعلاً لهذا البلد.
وأضافت ليفني في سياق مقابلة أجرتها معها إذاعة الجيش الإسرائيلي ["غالي تساهل"] أمس (الأحد)، أن المشكلة في إيران تكمن في أن هناك زعيماً واحداً يقرّر السياسة العليا لهذه الدولة، في إشارة إلى الزعيم الروحي خامنئي.
وتوقع رئيس حزب كاديما عضو الكنيست شاؤول موفاز في تصريحات خاصة أدلى بها إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن يبذل الرئيس الإيراني المنتخب جهودًا كبيرة من أجل التقرب من الغرب، لكنه شدد في الوقت عينه على أن روحاني لن يقدم على إيقاف البرنامج النووي.
وقال موفاز إن سياسة إسرائيل يجب أن تكون مدروسة ومسؤولة، ويتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تفترض أنه ليس هناك أي تغيير في كل ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. وبالتالي لا يجوز إسقاط الخيار العسكري لكبح هذا البرنامج من جدول الأعمال، مشيرًا إلى أنه يجب أن يكون آخر الخيارات وفقط بعد استنفاد مساري المفاوضات والعقوبات.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى أن انتخاب روحاني يثبت أن العقوبات الدولية المفروضة على إيران مجدية، ذلك بأنها جعلت المواطنين في هذا البلد ينتخبون أقل المرشحين تماثلاً مع النهج الرسمي في ما يتعلق بالبرنامج النووي.