· قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون في إثر عودته من زيارة رسمية للعاصمة الأميركية واشنطن يوم الجمعة الفائت، إنه لا يوجد في الأفق أي احتمال لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وأشار إلى أن الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأميركية جون كيري من أجل استئناف هذه المفاوضات باءت بالفشل، وإلى أن المبادرة العربية للسلام مجرّد خدعة إعلامية.
· وبرأيي فإن تصريح يعلون هذا سابق لأوانه، إذ إن التقديرات السائدة في واشنطن تشير إلى أن كيري ينوي طرح خطة لاستئناف المفاوضات في أيلول/سبتمبر المقبل، أي قبل طرح أي مبادرة فلسطينية أحادية الجانب في الاجتماع السنوي الذي تعقده الجمعية العامة للأمم المتحدة في مثل هذا الشهر من كل عام. ويبدو أن سبب إصرار كيري على مثل هذا الأمر يعود إلى اعتقاده أن استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية يخدم المصالح العليا للولايات المتحدة.
· ويمكن القول إن سبب الفشل الذي مُني به وزير الخارجية الأميركي حتى الآن، يعود أساسًا إلى تركيزه على قضيتين جوهريتين من قضايا النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني هما الحدود والأمن. وعلى ما يبدو، فإن الإدارة الأميركية تعتقد أن حل قضية الحدود من شأنه أن يحل مشكلة المستوطنات، لكنني لا أعتقد أن ثمة رئيس حكومة في إسرائيل يمكن أن يوافق على مناقشة قضايا الحدود من دون أن يحصل على تعهد من الفلسطينيين بعدم تطبيق حق العودة.
· في حال عدم استئناف المفاوضات في أيلول/سبتمبر المقبل، ستكون أمام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ثلاثة خيارات: الأول، تقديم استقالته؛ الثاني، التوجه مرة أخرى إلى الأمم المتحدة؛ الثالث، تحقيق مصالحة مع حركة "حماس". وثمة خيار رابع هو أن ينتفض الشارع الفلسطيني عليه، وتنفجر مواجهات كبيرة مع إسرائيل. ولا شك في أن المسؤولين في البيت الأبيض يخشون هذه الخيارات كلها، ولذلك يجهزون من الآن طواقم عمل تتعلق بجميع القضايا الجوهرية العالقة بين إسرائيل والفلسطينيين من المتوقع أن ترافق كيري في جولاته المكوكية المقبلة. وبموازاة تلك الطواقم، ستعمل طواقم أخرى في المجال الاقتصادي يشترك فيها مندوبون من الجامعة العربية.