الفسطينيون سبب فشل مهمة كيري
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       أجّل وزير الخارجية الأميركي جون كيري زيارته إلى إسرائيل إلى موعد غير محدد. وقد فسر هذا التأجيل رسمياً بأنه نتيجة انشغال كيري بالموضوع السوري. لكن هناك سبب آخر لا يقل أهمية لهذا التأجيل، هو رفض الفلسطينيين القبول بمطلب كيري التخلي عن الشروط المسبقة التي وضعوها من أجل استئناف المفاوضات السياسية مع إسرائيل.

·       لقد أمِل كيري أن يتغلب على هذه العقبة من طريق الوقف الفعلي ولو جزئياً، للبناء الإسرائيلي في ما وراء الخط الأخضر، إلى جانب إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية تأييده لمبدأ الدولتين لشعبين. لكن هذا الأمل سرعان ما تبدد بسبب استمرار الرفض الفلسطيني.

·       إن التأمل الدقيق في الوضع لا بد أن يدفع المراقب إلى الاستنتاج أنه ليس لدى أبو مازن أو الفلسطينيين الرغبة في تغيير قرارهم الاستراتيجي القاضي بالامتناع من إجراء أي مفاوضات حقيقية مع إسرائيل.

·       ومن هنا يمكن القول إن وضع الشروط المسبقة أي المطالبة بموافقة إسرائيل مسبقاً على خطوط 1967 حدوداً مستقبلية بينها وبين الدولة الفلسطينية، ووقف البناء في ما وراء الخط الأخضر بما في ذلك القدس، وإطلاق الارهابيين المعتقلين (مع احتمال اضافة شروط جديدة)، كل ذلك يشكل جزءاً من التكتيك الذي ينتهجه الفلسطينيون باستمرار، إلى جانب التوجه نحو الأمم المتحدة. وهم يفعلون هذا كله كي لا يجدوا أنفسهم منخرطين في عملية سياسية تتطلب منهم تقديم تسويات وتنازلات (في موضوعات اللاجئين، والقدس، وجبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف]، والاعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي، إلى جانب تعهدات تشمل إنهاء النزاع).

·       ويجب أن ننبّه في هذا الإطار إلى أن الخطاب الذي ألقاه كيري - في 4 حزيران/يونيو أمام اللجنة اليهودية الأميركية - وتضمن عبارات تأييد لإسرائيل وللشعب اليهودي، اشتمل أيضاً على كلام يفسر بأنه توبيخ لإسرائيل في موضوع السلام.

·       وقد شجع هذا الخطاب الفلسطينيين على الاستمرار في مواقفهم المتصلبة. وعلى ما يبدو لا يزال كيري مسروراً بالتغيير الشكلي الذي أدخلته الجامعة العربية على مبادرة السلام العربية (الموافقة على تبادل الأراضي). لكن كيري لا يدرك أن "المبادرة" في شكلها الحالي ليست مبادرة سلام إطلاقاً، وإنما هي إملاء شروط.

·       إن سياسة الحكومة الإسرائيلية ورئيسها واضحة وفق ما جاء في تصريحات نتنياهو في بولندة، وهدفها إنهاء النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين استناداً إلى مبدأ "دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بالدولة اليهودية، وترتيبات أمنية متينة لإسرائيل". ولا جديد في هذه الصيغة، التي على الرغم من أنها لا تعني قيام دولة فلسطينية في التوقيت وفي الإطار اللذين يرغب فيهما الفلسطينيون، فإنها لا تستبعد صيغة حل الدولتين.

·       في هذه الأثناء يواصل السيد كيري مساعيه من أجل استئناف عملية السلام. وعلى الرغم من مباركة إسرائيل لهذه المساعي، إلا أن حظوظ نجاحها لا تبدو مشجعة وبصورة خاصة الآن، وعلى الرغم من ذلك فهي تحظى بالدعم الكامل من الرئيس أوباما.

·       على ما يبدو، فإن الخط الذي يوجه السياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما هو حجم التأييد الشعبي، لذا يمكننا الافتراض بأن ما يطمح إليه الرئيس هو أن يكون شريكاً كاملاً في نجاح مساعي اسئتناف المفاوضات في حال حدوث ذلك.

·       أما في حال فشلت تلك المساعي، فهو بالتأكيد يفضل أن يتحمل كيري وحده مسؤولية هذا الفشل.

 

المزيد ضمن العدد 1679