عدم رغبة إسرائيل بفتح جبهتين خلال حرب غزة بعد خطف 3 جنود فُهم من إيران وحزب الله ضعفاً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      ينتظر أن ينشر في الأيام القريبة المقبلة التقرير المرحلي للجنة فينوغراد عن حرب لبنان الثانية. وسـيعالج هـذا التقرير فترة السنوات الست التي سبقت الحرب (2000- 2006).

·      تعتبر سنة 2000 مهمة لأنها بمثابة مفترق طرق. فقد توفي في أثنائها حافظ الأسد وتسلم الحكم ابنه بشار الذي قرّب حسن نصر الله منه ورأى في حزب الله جزءاً من انتشاره العسكري، وانسحبت إسرائيل من لبنان بصورة أحادية الجانب، واندلعت الانتفاضة الثانية، واختطف حزب الله ثلاثة جنود في جبل الشيخ. وخلال هذه الفترة ساعدت إيران حزب الله في بناء شبكة صواريخ هائلة.

·      يفترض كثيرون أن لجنة فينوغراد ستركز في تناولها فترة السنوات الست المذكورة على موضوعات، مثل عدم تدريب وحدات جيش الاحتياط تدريباً كافياً، ونفاد مخازن الطوارئ الخاصة بجيش الاحتياط، وكذلك على السؤال: لماذا قدّرت إسرائيل أن صواريخ حزب الله ستصدأ؟ لكن هناك سؤال أكثر أهمية هو: ألم ترتكب إسرائيل خطأً خطراً عندما لم ترد بقوة على بناء الشبكة العسكرية لحزب الله ـ إيران ـ سورية على حدودها؟ لقد أقيمت بمرور السنوات شبكة خطرة استوجبت ضربة وقائية مسبقة. وإحجام إسرائيل عن توجيه ضربة كهذه أدى في نهاية المطاف إلى نشوب الحرب.

·      خلافاً لإسرائيل فإن حزب الله كان نشيطاً. فقد أطلق مدافع مضادة للطائرات أصابت عملياً بلدات إسرائيلية، كما أنه اجتاز الحدود، ولقي ستة إسرائيليين مصرعهم في هذه الحادثة. وبعد شهر من اندلاع الانتفاضة اختطف حزب الله ثلاثة جنود في جبل الشيخ، وهذا ما فعله أيضاً في تموز/ يوليو 2006، بعد ثلاثة أسابيع من بدء عملية عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة بعد اختطاف الجندي غلعاد شليط.

·      رفض رئيس الحكومة إيهود براك في حينه، اقتراح رئيس هيئة الأركان العامة شاؤول موفاز، بالعمل الحازم ضد حزب الله بعد اختطاف الجنود الثلاثة. وكانت الحجة الرئيسية هي عدم فتح جبهة ثانية، لأن إسرائيل تريد التركيز على الجبهة الفلسطينية. وكان هذا موقف أريئيل شارون أيضاً، بعد أن أصبح رئيساً للحكومة. وبالتأكيد فإن شارون لم يرغب في فتح جبهة ثانية أوسع ضد إيران. لكن حزب الله وإيران فهما ذلك بصورة مغايرة، أي أن إسرائيل غير قادرة على الصمود كما يجب في قتال على جبهتين في الوقت نفسه.

·      من الخطأ الفادح الاعتقاد أن من شأن الامتناع من الرد على اختطاف الجنديين في تموز/ يوليو 2006 كان سيجنبنا الحرب. فقد كانت الحرب آتية لاحقاً، لكن بعد استفزاز أكبر من طرف حزب الله وإيران.