· ليس من المبالغة القول إن آخر عمليات الإعدام بالجملة في إيران تعكس تخوف نظام آيات الله من اندلاع تظاهرات مليونية ضده على غرار التظاهرات التي حدثت سنة 2009. ويدرك النظام في طهران أن إيران هي دولة أقليات، وأن نسبة السكان الأصليين (الفرس) في البلد أصبحت أدنى من 50٪، وأن الأقليات فيها ترغب في الانضمام إلى دولها الأصلية، وفي مقدمها الأقلية الآذرية التي يبلغ عددها نحو ربع السكان وترغب في أن تكون جزءاً من أذربيجان.
· وثمة أقليات كبيرة أخرى مثل الأقلية الكردية التي تخوض معارك يومية مع الحرس الثوري الإيراني، وتحلم بالانفصال عن إيران والانضمام إلى الدولة الكردية المستقلة الكبرى في حال قيامها. وهناك ثمة أقلية طاجيكية ترغب في الانضمام إلى باكستان، وعرب سنة يحلمون بإقامة دولة سنية داخل إيران يطلقون عليها اسم الأهواز.
· في الوقت نفسه يمكن القول إن التوتر الشيعي - السني في إيران آخذ في التفاقم، علماً بأن 33٪ من الإيرانيين بمن فيهم العرب والأكراد هم من السنة.
إن احتمال تفكك إيران يشكل نقطة الضعف الكبرى النظام الحالي، إلاّ إنه في الوقت نفسه يشكل حجة مهمة له من أجل ممارسة مزيد من القمع وأعمال القتل. ولا شك في أن أجزاء كبيرة من الإيرانيين تراقب ما يحدث في سورية، ولا ترغب في أن يحدث الشيء نفسه في بلدها، ولذا فإنها تواصل تأييد النظام كي لا تتدهور الأوضاع في إيران إلى حرب أهلية طاحنة. بناء على ذلك يمكننا القول إن نقطة الضعف التي يعاني منها النظام في طهران هي أيضاً مصدر قوته، فضلاً عن أن فرض عقوبات مشددة عليه تزيد مشاعر التعاطف معه في صفوف أبناء الشعب.