· لا شك في أن تخوف إسرائيل من أن يؤدي الإضراب عن الطعام، الذي أعلنه الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية منذ 17 نيسان/ أبريل الفائت، إلى موت أحد هؤلاء الأسرى هو الذي دفعها إلى تلبية مطالب الأسرى في مقابل تعهدهم بعدم ممارسة أي نشاطات "إرهابية" داخل السجون.
· وكانت إسرائيل قد عمدت إلى التضييق على هؤلاء الأسرى قبل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط [الذي كان أسيراً لدى حركة "حماس"]، ونظراً إلى أن شاليط قد أصبح الآن في بيت أهله فإن هؤلاء الأسرى يطالبون بتحسين هذه الأوضاع.
· ويبدو أن إسرائيل باتت أكثر حساسية للنقد الذي يوجه إليها في العالم. وقد كانت عرضة لمثل هذا النقد طوال الفترة التي أعلن فيها الأسرى الفلسطينيون الإضراب عن الطعام.
· ومعروف أن هذا الإضراب جاء في إثر نجاح الأسير خضر عدنان من "الجهاد الإسلامي" في إجبار إسرائيل على إطلاقه من الاعتقال الإداري بعد أن أعلن إضراباً عن الطعام استمر عدة شهور. وقد حذت حذوه الأسيرة هناء شلبي، ونجحت هي أيضاً في إجبار إسرائيل على إطلاقها. ويمكن القول إن الأسرى الفلسطينيين تعلموا من تجربة عدنان وشلبي درساً فحواه أنه في حال تنازل إسرائيل مرة فإنها تتنازل دائماً.
الآن بات واضحاً أن من الصعب إيجاد حل لموضوع الإضرابات عن الطعام التي قد يعلنها أسرى فلسطينيون في المستقبل، مع ذلك يتعين على المسؤولين أن يبحثوا عن السبل الكفيلة بعدم تقديم امتيازات زائدة عن اللزوم إلى "الإرهابيين" الأسرى في سجونها.