إنجازات وإخفاقات محمود أحمدي نجاد
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       من المنتظر أن يغادر محمود أحمدي نجاد  المسرح السياسي مع انتهاء ولايته الثانية كرئيس لإيران. لقد كان من المفترض أن يحدث هذا قبل أربعة أعوام مع انتهاء فترة رئاسته الأولى، لكن تزوير نتائج الانتخابات والدعم الذي حصل عليه من  الزعيم الروحي علي خامنئي، أبقياه في منصبه. واليوم، يفرض عليه القانون الإيراني الذهاب.

·       إن مراجعة الأعوام الثمانية التي قضاها أحمدي نجاد في الرئاسة تكشف عن حصيلة مختلطة، من ناحية، يتقدم المشروع النووي الإيراني بسرعة شديدة، كما نجحت إيران بتوسيع دائرة منشآتها النووية وأصبحت  قادرةعلى إنتاج سلاح نووي وعلى تخصيب اليورانيوم بكميات كبيرة تكفي لإنتاج سلاح نووي خلال أشهر من اتخاذ القرار بذلك.

·       كما استطاعت إيران أن تحقق انجازاً آخر. في الأعوام 2001-2003 سيطرت القوات الأميركية على أفغانستان والعراق المجاورين لها، وتسبب وجود قوات أميركية كبيرة على جانبي الحدود مع إيران، بقلق حقيقي لها ولا سيما في العام 2003 عندما تخوفت إيران من احتمال أن تشن الولايات المتحدة هجوماً عليها بغية وقف مشروعها النووي. لكن هذا القلق تقلص تدريجياً، لا سيما بعدما سحبت الولايات المتحدة سنة 2011 قواتها من العراق، وقرار انسحاب قواتها من أفغانستان سنة 2014. صحيح أنه لا تزال هناك قوات أميركية كبيرة منتشرة في الخليج، لكن في نظر إيران، يعتبر خروج القوات الأميركية من العراق ومن أفغانستان إنجازاً مهماً. علاوة على ذلك، ففي الأعوام الأخيرة استغلّ النظام الإيراني علاقاته مع الشيعة في العراق ومركزهم القيادي   فيه من أجل توسيع نفوذه داخل ذلك البلد.

·       في مقابل هذه الإنجازات، اضطرت إيران إلى مواجهة مشكلات صعبة خلال فترة حكم أحمدي نجاد، مثل تشديد العقوبات عليها  بقيادة أميركية – وأروبية. ومما لاشك فيه أن موجة العقوبات التي بدأت سنة 2012 كانت الأقسى والأكثر إيلاماً، ويمكن لمس ذلك لدى الحكومة، والمنظمات الاقتصادية، وحتى لدى رجل الشارع في إيران. فقد ألحقت هذه العقوبات أضراراً بتصدير النفط  الإيراني، وأدت إلى عزل جزئي لشبكة المصارف  في البلاد، وقلصت المداخيل الحكومية والعائدات ت بالعملات الأجنبية وأدت إلى انخفاض قيمة صرف العملة الإيرانية، وساهمت في زيادة التضخم.  ولهذه الأسباب ثمة احتمال دائم لنشوب حركة احتجاج حقيقية ضد الحكم.

·       ويمكن أن نضيف إلى ذلك، الصراع الذي يخوضه نظام بشار الأسد دفاعاً عن مستقبله والاحتمالات الضئيلة لصموده. ففي حال سقط نظام الأسد، ستخسر إيران حليفها الوحيد في المنطقة، وستزداد عزلتها، وستتضرر علاقتها بحزب الله. وتحاول إيران اليوم مساعدة الأسد من خلال تزويده بالسلاح والعتاد العسكري، ومن خلال تقديم المشورة العسكرية التي يقوم بها ضباط الحرس الثوري الذين أرسلوا إلى سورية، وكذلك من خلال تقديم المساعدة المالية. لكن من الواضح أن  حظوظ صمود الأسد ليست متعلقة بإيران.

·       في الأعوام الأخيرة تضرر موقع أحمدي نجاد كثيراً. فقد خلق لنفسه أعداء في جميع الأجهزة: في البرلمان، وداخل القيادة الدينية، وفي جهاز القضاء وفي الإعلام. وهو مكروه من جانب الكثيرين في إيران، ووجهت إليه الانتقادات القاسية بسبب الوضع الاقتصادي. ففي اضطرابات حزيران/يونيو 2009، خرج مئات الآلاف إلى الشوراع يهتفون "الموت للديكتاتور". لكن الخطأ الأكبر الذي ارتكبه كان تصرفه السياسي الذي أدى إلى نشوء خلاف بينه وبين خامنئي. وهكذا تحول أحمدي نجاد منذ عام 2009 إلى عبء على الزعيم  الروحي، كما أن الانتقادات التي كانت موجهة إلى نجاد ألحقت الضرر بمكانة خامنئي. لقد حاول أحمدي نجاد أن يبني لنفسه قاعدة سياسية واقتصادية قوية يستطيع المحافظة عليها بعد انتهاء ولايته، كما حاول أن ينتهج سياسة وطنية تتعارض مع وجهة نظر المؤسسة الدينية وتزعزع سيطرة رجال الدين على القرارات السياسية، لكنه فشل في ذلك.

·       سوف تتذكر إسرائيل أحمدي نجاد بصورة خاصة بسبب دعواته إلى محو إسرائيل من الخريطة وإنكار المحرقة النازية. صحيح أن هناك زعماء إيرانيين آخرين دعوا إلى ذلك، بيد أن مجيء مواقف أحمدي نجاد على خلفية استمرار التقدم في المشروع النووي الإيراني، فاقم من الانطباع بخطورة هذا المشروع.

·       بالنسبة لإسرائيل تحول أحمدي نجاد إلى مكسب إعلامي مهم ساعدها على أن توضح للعالم ضرورة أن يبذل جهوده من أجل منع إيران من الحصول على السلاح النووي.