على إسرائيل عدم التعرّض للأسلحة المتطورة في سورية كي لا توحّد العالم العربي ضدها
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       يبدو أن التحذيرات التي يطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من مغبة قيام روسيا بتزويد نظام بشار الأسد في سورية بأسلحة متطورة على غرار صواريخ S-300 المضادة للطائرات، لم تعد مجدية. وبناء على ذلك، فإن التقديرات السائدة في إسرائيل تشير إلى أنه إذا لم يتم تدمير هذه الأسلحة داخل الأراضي السورية، فإنها ستصل إلى لبنان حيث تختفي عن أنظارنا.

·       ويبدو أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية - الأمنية أصبح قريباً أكثر من أي وقت مضى من اللحظة التي يتعين عليه فيها  اتخاذ قرار حاسم في هذا الشأن. والسؤال الذي لا بُد من طرحه هو: هل من أجل منظومة واحدة أو أكثر من الصواريخ المتطورة التي ستصل إلى يد حزب الله في لبنان، يجب على إسرائيل أن تدس أنفها في الحرب الأهلية الطاحنة الدائرة في سورية، وأن توفر للعالم العربي حجة وجيهة كي يوجه جهوده نحونا؟.

·       من الواضح أن العالم العربي منشغل حالياً حتى قمة رأسه بما يحدث عنده. ففي سورية تدور رحى حرب أهلية طاحنة انتقلت أخيراً إلى داخل الأراضي اللبنانية وخصوصاً في منطقتي طرابلس وجنوب لبنان، وتؤدي إلى إضعاف مكانة حزب الله.

·       بموازاة ذلك، يبدو أن الانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس" سيستمر. وتشهد مصر فوضى اقتصادية ودستورية عارمة، وتدور في شوارعها معارك بين المسلمين والأقباط، وبين "الإخوان المسلمين" والسلفيين، ويقوم البدو في شبه جزيرة سيناء بمحاربة قوات الجيش المصري. كما تواجه مصر أزمة حادة مع  إثيوبيا من جراء إقدام هذه الأخيرة على إنشاء سد في منطقة النيل الأزرق الذي يزوّد مصر بنحو 80% من مياهها.

·       ويمكن ملاحظة مثل هذه الفوضى في كل من ليبيا وتونس، في حين أن العراق بات مقسماً إلى ثلاثة أجزاء، واستؤنفت الحرب الأهلية فيه بقوة. ولا حاجة إلى أن نتحدث عما يحدث في كل من الصومال، وتشاد، والسودان، واليمن، والبحرين.

 

·       منذ أكثر من عامين يعيش العالم العربي حالة من الغليان تهدّد بتفككه، ومن المتوقع أن تستمر أعواماً طويلة. وإزاء ذلك لا يوجد أي سبب يستلزم أن نوفر له حجة تؤدي إلى أن يتحد من جديد على أساس القاسم المشترك الوحيد الذي يجمعه وهو كراهية إسرائيل. إن وجود سلاح متطور في لبنان لا يشكل خطراً مصيرياً على إسرائيل، إذ إن هذا السلاح ليس بحجم خطورة القنبلة النووية الإيرانية. ولذا يجب التروي في اتخاذ أي خطوة تتعلق بهذا السلاح، وترك العالم العربي ينتحر رويداً رويداً.