ثورة الطبقة الوسطى في إسرائيل على تدهور أوضاعها المعيشية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

 

  • أخذ التحرك المطلبي في إسرائيل خلال الساعات الماضية حجماً وزخماً جديدين برزا في الدعم الشعبي الكبير للمحتجين من جانب فئات واسعة من الجمهور الإسرائيلي، وفي المحاولات الجادة من جانب المعتصمين لتأكيد الطابع المطلبي المحض لتحركهم، ونفي وجود أي هدف سياسي له، وهذا ما نقلته صحيفة "هآرتس" (26/7/2011) عندما كتبت: "يبدو أن الجمهور الإسرائيلي يدعم الاحتجاج المطلبي ولا يعتبره تحركاً سياسياً، أو من تنظيم اليسار، أو مؤامرة لإسقاط الحكومة. لقد رفض الجمهور الإسرائيلي الشعارات التي يستخدمها الناطقون باسم الحكومة ضد اعتصام الخيم وأظهر تأييده بصورة لم يسبق لها مثيل للحركة الاحتجاجية على ارتفاع أسعار المساكن في إسرائيل وإضراب الأطباء. وقد برز ذلك بوضوح في استطلاع للرأي العام أجرته الصحيفة، إذ أعرب 87٪ من الجمهور الإسرائيلي عن تأييده للتحرك".
     
  • يدافع المشاركون في الحركة الاحتجاجية عن أنفسهم ويعتبرون تحركهم مظهراً من مظاهر رفض الطبقة الوسطى في إسرائيل تدهور أوضاعها الاقتصادية. وهذا ما كتبه آسي حاييم في صحيفة "يسرائيل هَيوم" أمس تحت عنوان "لن نقبل بعد اليوم بالفتات"، ومما جاء في المقال: "لقد بدأت الطبقة الوسطى في إسرائيل تستيقظ وبدأت الأرض تهتز. قالوا عنا إننا من سكان تل أبيب المدللين، بعدها اتهمونا بأننا يساريون نبحث عن سبب لإسقاط رئيس الحكومة. لكني أعتقد أن الجميع اليوم قد اقتنع أن المسألة ليست قضية يمين ويسار، فهذه التصنيفات لا تعنينا، ما نريده هو تحقيق التغيير الاجتماعي"، وأضاف: "احتجاجنا ليس على الفقر، فنحن متعلمون وأصحاب مهن ونتقاضى رواتب أكثر من المعدل الوسطي، وندفع الضرائب، لكننا لا نقدر على تحمل الأعباء المالية المطلوبة، من قروض البنك إلى أقساط الروضات للأولاد وأسعار الوقود والمواد الغذائية وغلاء المعيشة الآخذ في الارتفاع في ظل تآكل الرواتب. لقد آن الأوان لوضع حد لهذا كله".
     
  • من جهة أخرى بدأت الأصوات المؤيدة لرئيس الحكومة بالدفاع عنه وتحميل مسؤولية أزمة المساكن لوزير البناء والإسكان من حزب "شاس" أريئيل أتياس، وقد تناول هذه المسألة الصحافي أمنون روبنشتاين في صحيفة "معاريف" (25/7/2011) فكتب: "تحظى التظاهرات والاعتصامات ضد ارتفاع أسعار المساكن بتأييد كبير، لكن المشكلة هي: ضد مَن يجب أن تتوجه التظاهرات والاعتصامات؟ لا يمكن أن تتوجه ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي أعلن تضامنه مع المحتجين، وكان حذّر قبل وقت طويل من حدوث تظاهرات بسبب أزمة المساكن، واحتل هذا الموضوع مكاناً أساسياً في حملته الانتخابية". ويحمّل الكاتب مسؤولية النقص في المساكن لوزير البناء والإسكان الذي يفضل تقديم المساعدات الإسكانية إلى جمهور المتدينين من الحريديم من العائلات الكثيرة الأطفال، الأمر الذي يحرم الطبقات الأخرى منها، ولا سيما الجنود الذين أنهوا خدمتهم العسكرية.
     
  • وحذّر الصحافي دان مرغليت في صحيفة "يسرائيل هَيوم" ( 26/7/2011) من الانزلاق إلى الفوضى وكتب: "إن أحداث الأسبوعين الماضيين قد يعيدان مجد الطبقة الوسطى لكنهما قد يتسببان بانزلاق المجتمع نحو الفوضى". وحمّل الكاتب مسؤولية ما تعانية الطبقة الوسطى في إسرائيل للعرب والحريديم الذين يستفيدون من التقديمات الاجتماعية للدولة من دون أن يساهموا في المجهود الوطني، أي الخدمة العسكرية. ويدعو الكاتب الحكومة إلى التعامل بحكمة مع المحتجين وعدم الخوف وأضاف: "لم يكن على نتنياهو تأجيل زيارته لبولندا، فلا خطر حقيقي يهدد استقرار حكومته".