عودة الصفقات العسكرية بين فرنسا وإسرائيل
تاريخ المقال
المصدر
- جرى في الأيام الأخيرة إعادة إحياء اتفاق التعاون الثلاثي بين إسرائيل وفرنسا وشركة الطيران الفرنسية داسو وذلك بعد 40 عاماً من الشلل الكامل، إذ أعلنت فرنسا موافقتها على شراء نماذج محددة من الطائرة الكبيرة من دون طيار من طراز "إيتان"، وستقوم الصناعة العسكرية في إسرائيل وشركة داسو بتصنيع هذه الطائرات.
- إن الصفقة التي حظيت بموافقة الطبقة السياسية في فرنسا ولم تُوقَّع بعد، ليست ثمرة القدرة التكنولوجية لإسرائيل فحسب، بل أيضاً ثمرة العمل الدبلوماسي. فالوضع السياسي لإسرائيل يفرض عليها التعاون مع طرف ثالث من أجل تسويق منتوجاتها التكنولوجية والتغلب على مخاوف الزبائن من شراء منتوجات دولة في حالة حرب. ومن هنا الأهمية الاستراتيجية للتعاون مع شركة داسو.
- ثمة تاريخ طويل لعائلة داسو اليهودية مع إسرائيل. فقد كان مؤسس الشركة مارسيل داسو من كبار أصدقاء إسرائيل وزارها عدة مرات، لكن أولاده وأحفاده ليسوا مثله، من هنا أهمية إحياء التعاون بين شركة داسو وإسرائيل.
- ومما لا شك فيه أن هذه الصفقة تدل على التحسن الذي طرأ في الأعوام الأخيرة على العلاقات بين إسرائيل وفرنسا، إذ عملتُ خلال الأعوام التي كنتُ فيها سفيراً لإسرائيل في فرنسا على تحسين هذه العلاقات من خلال توطيد الحوار السياسي بين الدولتين وتعزيز العلاقات التجارية ونشر الثقافة الإسرائيلية في فرنسا.
ومن الملفت للانتباه أنه خلال الأعوام الطويلة للأزمة السياسية بين الدولتين [التي نشأت نتيجة الحظر على تصدير السلاح الذي فرضه الجنرال ديغول على إسرائيل بعد حرب 1967]، بقيت العلاقة بين الأجهزة والمؤسسات الأمنية والعسكرية جيدة. فهناك تعاون وثيق بين الجيش الإسرائيلي والجيش الفرنسي، ويوجد حوار إيجابي مستمر بين وزارتي دفاع البلدين، فضلاً عن أن الفرنسيين الذين هم على علاقة بالمؤسسة الأمنية هم دائماً من المجموعة التي تربطها صداقة كبيرة بإسرائيل، إلاّ إن الصفقات العسكرية الكبيرة بين البلدين كانت غائبة، لذا نأمل بأن تكون صفقة "إيتان" هي بداية مرحلة جديدة من التعاون.