استمرت أمس (الاثنين) التظاهرات وأعمال الاحتجاج واسعة النطاق على تفاقم أزمة السكن التي تشهدها إسرائيل منذ أكثر من أسبوع، وكان في مقدمها تظاهرة جرت في ساعات الصباح أمام مبنى الكنيست الإسرائيلي في القدس واشترك فيها عشرات الشبان الذين طالبوا أعضاء الكنيست أن يخرجوا إليهم لمناقشة الأوضاع الاقتصادية ـ الاجتماعية المتدهورة، ووقعت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة أسفرت عن اعتقال 5 متظاهرين.

وجرت تظاهرة أخرى في مدينة القدس أمام بيت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وأغلق المتظاهرون خلالها الشارع المؤدي إلى البيت، وفرقت الشرطة المتظاهرين بالقوة، واعتقلت عدداً منهم.

وفي مدينة حيفا أغلق عشرات المتظاهرين شارعاً في وسط جبل الكرمل ونصبوا فيه 4 خيم، لكن الشرطة سارعت إلى إجلائهم من المكان.

ولأول مرة انضم المئات من مدينة بئر السبع في الجنوب أمس (الاثنين) إلى حملة الاحتجاج على تفاقم أزمة السكن، وساروا في تظاهرة جابت عدداً من شوارع المدينة، وأدت إلى إغلاقها.

هذا، وأعلن رئيس الحكومة نتنياهو أمس (الاثنين) إلغاء الزيارة التي كان ينوي القيام بها لبولندا لمتابعة أزمة السكن. كما راجت شائعات تفيد بأن أعمال الاحتجاج هذه ستؤدي إلى تقصير أمد العطلة الصيفية للكنيست التي من المتوقع أن تبدأ بعد أسبوعين، وربما إلى إلغائها كلياً. وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن وزير الداخلية الإسرائيلية ورئيس حزب شاس إيلي يشاي وجه رسالة عاجلة إلى رئيس الكنيست رؤوبين ريفلين [ليكود] طالبه فيها بدراسة إمكان إلغاء العطلة الصيفية في ضوء تفاقم أعمال الاحتجاج على أزمة السكن.

من ناحية أخرى، دشّن شاب إسرائيلي أمس (الاثنين) صفحة جديدة في الشبكة الاجتماعية "فيسبوك" تدعو إلى إعلان إضراب شامل في إسرائيل في الأول من آب/ أغسطس المقبل احتجاجاً على تدهور أوضاع الطبقة الوسطى، وقد انضم إلى هذه الدعوة على الفور 9000 شخص.

ودخل كفاح الأطباء من أجل تحسين أوضاع عملهم أمس (الاثنين) يومه الـ 128، وأعلن رئيس نقابة الأطباء في إسرائيل الدكتور ليونيد إيدلمان، في مؤتمر صحافي خاص، أن النقابة قررت تصعيد كفاحها من خلال تنفيذ إضرابات مفاجئة في المستشفيات، ومن خلال القيام بمسيرة إلى القدس تنتهي بعد ثلاثة أيام أمام ديوان رئيس الحكومة بنصب خيمة احتجاج وإعلان إضراب مفتوح عن الطعام. وقال إيدلمان إن مطالب الأطباء تتلخص بتحسين أوضاع الجهاز الصحي العام، وزيادة ملاكات الأطباء في هذا الجهاز بـ 1000 ملاك جديد، ورفع أجور الأطباء بنسبة 50٪.

ونشرت صحيفة "هآرتس" (26/7/2011) نتائج استطلاع للرأي العام بيّن أن نسبة 87٪ من الجمهور الإسرائيلي العريض تؤيد أعمال الاحتجاج على تفاقم أزمة السكن. وأعرب 54٪ من المشتركين في الاستطلاع عن عدم رضاهم من أداء رئيس الحكومة نتنياهو ووزير المالية يوفال شتاينيتس. وكان استطلاع سابق جرى قبل شهرين بالتزامن مع عودة رئيس الحكومة من زيارته للولايات المتحدة قد بيّن أن 51٪ من المشتركين فيه راضون عن أداء نتنياهو.