مبادرة أيلول/سبتمبر تعني في حال تنفيذها دفن اتفاق أوسلو
تاريخ المقال
المصدر
- لا شك في أن مبادرة أيلول/ سبتمبر [اتخاذ الجمعية العامة في الأمم المتحدة قراراً ينص على تأييد إعلان الفلسطينيين إقامة دولة مستقلة من جانب واحد] تبعث السرور لدى كثيرين في صفوف اليمين الإسرائيلي، لأنها تعني في حال تنفيذها إقدام الجانب الفلسطيني على دفن اتفاق أوسلو الذي أكد "وجوب امتناع أي جانب من تنفيذ خطوات أحادية تغيّر الوضع القائم في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة ما دامت المفاوضات بينهما مستمرة".
- وبطبيعة الحال فإنه في حال دفن اتفاق أوسلو يمكن لإسرائيل عندها أن تفرض سيادتها الكاملة على يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وفقاً للصيغة التي جرى بواسطتها فرض سيادتها على القدس، والمقصود الصيغة التي تعكس حقنا في أرض إسرائيل.
- بناء على ذلك فإنني لا أرى أن هناك أي سبب يجعلنا نخشى من مبادرة أيلول/ سبتمبر. وعلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ألاّ يخشى منها أيضاً، على الرغم من أنه لا يجوز التغاضي عنها.
- من ناحية أخرى فإن ردات الفعل الإسرائيلية في حال إصرار الفلسطينيين على تنفيذ المبادرة يجب أن تكون بالتدريج، بدءاً بضم مناطق ج إلى إسرائيل، وانتهاء بفرض السيادة الإسرائيلية على جميع مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. وربما يحتاج هذا الأمر إلى إجراء نقاش عام ومفتوح في هذا الشأن وذلك كي يكون هناك إجماع كبير على الخطوات التي تنوي إسرائيل أن تتخذها في المستقبل.