ضابط إسرائيلي رفيع المستوى: نجاح "القبة الحديدية" منع شنّ عملية عسكرية أخرى على غزة في نيسان/أبريل الفائت
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

قال العقيد شاحر شوحط، قائد جناح الدفاع العملاني في سلاح الجو الإسرائيلي، إن نجاح منظومة "القبة الحديدية" في إسقاط الصواريخ قصيرة المدى التي أطلقت على جنوب إسرائيل وفّر على الحكومة الحاجة إلى شن عملية عسكرية أخرى على قطاع غزة في نيسان/أبريل الفائت الذي تفاقمت في أثنائه الأوضاع الأمنية بين إسرائيل وحركة "حماس"، مؤكداً أن هذا النجاح أتاح للمؤسسة السياسية إمكان اتخاذ قرار بعدم شن عملية عسكرية على غرار عملية "الرصاص المسبوك" [في شتاء 2009].

وأضاف شوحط، الذي كان يتكلم في "المؤتمر الثاني للحماية من الصواريخ" الذي عقد أمس (الاثنين)، أنه قبل شن عملية "الرصاص المسبوك" تعرضت المؤسسة السياسية في إسرائيل إلى حملة ضغوط شعبية كبيرة طالبت بوقف خطر الصواريخ المتربص بالمنطقة الجنوبية في القطاع، وساهمت هذه الحملة في اتخاذ القرار بشأن شن تلك العملية التي بلغت كلفة كل يوم منها مئات ملايين الشواكل، فضلاً عن تسببها بسقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات الإسرائيلية والسكان المدنيين، وبإلحاق أضرار جسيمة ببنى تحتية إسرائيلية. وقد تكرّرت حملة الضغوط هذه في نيسان/ أبريل الفائت لدى تصاعد عمليات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على المستوطنات الجنوبية، غير أن نجاح منظومة "القبة الحديدية" في إسقاط الأغلبية الساحقة من هذه الصواريخ تسبب باتخاذ المؤسسة السياسية قراراً يقضي بعدم شن عملية عسكرية، والاكتفاء بكبح الهجمات الصاروخية بواسطة هذه المنظومة، وفي نهاية المطاف توقفت حركة "حماس" عن إطلاق الصواريخ فعلاً.

وقال عوزي روبين، وهو خبير في شؤون الصواريخ وشغل في السابق منصب رئيس مديرية "حوما" لإسقاط الصواريخ في وزارة الدفاع الإسرائيلية، في المؤتمر نفسه، إن استعمال منظومة "القبة الحديدية" في نيسان/ أبريل الفائت أدى إلى تغيّر الأوضاع الأمنية التي كانت سائدة بين إسرائيل و"حماس" حتى ذلك الوقت، والتي تميزت بـ "بقاء زمام المبادرة في يد العدو"، رأساً على عقب.

وأكد العقيد شوحط، في حديث خاص أدلى به إلى صحيفة "هآرتس"، أن جناح الدفاع العملاني في سلاح الجو الإسرائيلي سينشئ في الصيف المقبل وحدة خاصة تكون مهمتها استيعاب منظومات أخرى مضادة للصواريخ فضلاً عن "القبة الحديدية"، في مقدمها منظومة "العصا السحرية" المضادة للصواريخ متوسطة المدى والتي من المتوقع أن تصبح عملانية بعد عام ونصف العام.