· سبق أن حذرت رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق أريئيل شارون من أن تأييداً إسرائيلياً لخريطة الطريق قبل المفاوضات يمكن أن يؤدي إلى ثغرة في المصالح الإسرائيلية الحيوية، وإلى فرض مواقف ابتدائية غير مقبولة من إسرائيل. وللأسف فإن خوفي هذا لم يكن عبثياً، فإن هذه الثغرة قد ولدت الآن المبادرة السعودية التي لا تدع شروطها المسبقة أمام إسرائيل أي مجال للتنفس.
· التفسير الإسرائيلي لهذه المبادرة لن يتماشى مع التفسير الذي ستعطيه اللجنة الرباعية الدولية ودول أوروبا خاصة. كذلك لن يتماشى مع التفسير الذي يمنحه الأميركيون لخطة السلام المستقبلية.
· منذ أن تولى وليام روجرز وزارة الخارجية في إدارة الرئيس ريتشارد نيكسون تواجه إسرائيل تساؤلاً ملحاً فحواه: هل وجود إسرائيل مضمون إلى أبد الآبدين؟ وهل انتهى مفعول حاجتنا إلى الحفاظ على ثروتنا الاستراتيجية؟ هذان السؤالان لا يزالان بلا جواب.
· منذ سنة 1923 سعى أستاذي زئيف جابوتنسكي لصوغ موقف سياسي لا يساوم في جوهر وجود دولة إسرائيل، وذلك من خلال مقاله "الجدار الحديدي". إن غاية هذا الجدار، في عرف جابوتنسكي، ليس التعرّض للذين يسكنون في الأرض نفسها من أبناء الشعب الآخر، وإنما جعل هؤلاء يتخلون عن مطامحهم القومية في هذا البلد. وبحسب وجهة نظر جابوتنسكي فإنه حتى لو هاجم هؤلاء الدولة اليهودية لمدة عقد أو حتى قرن فلا بد من أن تستنزف قوة المهاجم، وأن يسلم بوجود هذه الدولة والمطامح القومية لسكانها، لكن ذلك يتم شرط "ألا تكون هناك أية ثغرة في الجدار الحديدي".