· عادت روسيا بوتين إلى أداء دورها التقليدي القذر في الشرق الأوسط. وكما كانت الحال دائماً فليس هناك أي مشكلة لدى الروس في تسخين جبهات وإشعال مواقد من أجل إيذاء الأميركيين فحسب، والحفاظ على موطئ قدم في المنطقة. الوفود السورية التي ما برحت تسافر إلى موسكو بصورة مستمرة خلال الفترة الأخيرة، لا تذهب كي تعقد صفقات شراء فحسب، بل إنها تتعرض هناك لغسيل دماغ أيضاً. فالروس يقنعون السوريين بأن الولايات المتحدة ستهاجم إيران في الصيف، وستفتح في موازاة ذلك جبهة ثانية أميركية- إسرائيلية ضد سورية.
· على ما يبدو لم يكن في وسع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) أن يشير بصراحة إلى قيام الروس بالتحريض على الحرب. لكنه عندما تحدث أمس في جلسة الحكومة عن مناخ يعيد إلى الأذهان الأجواء التي كانت سائدة عشية حرب الأيام الستة (حزيران/ يونيو 1967) فقد انطوى ذلك على أكثر من إشارة إلى علاقة الغرام المشبوهة بين سورية وروسيا. وسبق أن أشعلت علاقة غرام مماثلة، في حينه، التوتر الذي أدى إلى حرب 1967 المذكورة.
· النظرية الروسية بشأن الحرب الأميركية ـ الإسرائيلية على الجبهتين (إيران؛ سورية ولبنان) تجد أرضاً خصبة في سورية. ومنذ حرب لبنان الثانية هبطت قدرة الردع الإسرائيلية في نظر سورية إلى حضيض غير مسبوق. وتشير تقارير صادرة عن مصادر غربية في دمشق إلى تصريحات للقيادتين السياسية والعسكرية السوريتين تدل على أن قيادة الجيش السوري تخلصت من الخوف من الجيش الإسرائيلي، وباتت جاهزة نفسياً لخوض مواجهة عسكرية. وسبق أن تحدث الرئيس الأسد عن خيار عسكري كحل ممكن لمشكلة هضبة الجولان.
· حسّن السوريون قدراتهم في مجال الرد على الهجوم الجوي الإسرائيلي وعلى التكتيكات البرية الإسرائيلية، كما عززوا الذراع الاستراتيجية التي تهدد الجبهة الإسـرائيلية الداخليـة كلها، والمقصود صواريخ سكود التي يتراوح مداهـا بين 300 و 700 كم، فضلاً عن آلاف الصواريخ الطويلة المدى.
· هناك عدة سيناريوهات من شأنها أن تدفع المنطقة إلى التدهور: الأول، قرار سوري مستقل بتنفيذ عملية عسكرية مفاجئة في هضبة الجولان؛ الثاني، عملية عسكرية إسرائيلية شاملة في غزة تؤدي بحزب الله إلى فتح جبهة ثانية في لبنان، وهو أمر يمكن أن يحدث أيضاً إذا وقع هجوم أميركي، في أي وقت، على إيران، أي أن الوضع قابل للانفجار.