% من الإسرائيليين فقط ما زالوا يولون المفاوضات السلمية مع الفلسطينيين أهمية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·       في الفترة الأخيرة اشتكى وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، من أن الإسرائيليين  يشعرون بـ "الرضى"، ولا يهمّهم إنهاء النزاع مع الفلسطينيين. وممّا قاله: "الناس في إسرائيل لا يستيقظون كل يوم ويتساءلون متى يأتي السلام، بسبب إحساسهم بالأمن والازدهار."

·       وفي الواقع، فإن كيري يفهم الإسرائيليين بطريقة غير صحيحة (فالرفض الفلسطيني للسلام هو الذي دفع الإسرائيليين إلى التخلي عن الوسائل الدبلوماسية). لكن كيري على حق فيما يتعلق بشعور الإسرائيليين بالأمن والازدهار، فقد أظهر استطلاع للرأي العام أُجري منذ وقت قصير أن 93% من الإسرائيليين اليهود فخورون بكونهم إسرائيليين. صحيح أن هناك المواجهة مع إيران والأزمة مع موسكو، لكن على الرغم من ذلك، فإن هناك أمثلة كثيرة تدل على شعور الإسرائيليين بالرضى، منها أنه من أجل المحافظة على النمو السكاني في الدولة، ثمة حاجة إلى أن يكون عدد الأولاد في العائلة الواحدة ما بين 1-2، لكن معدل الولادات في إسرائيل يصل إلى 2,65 للمرأة، وهذا الرقم من شأنه أن يؤدي إلى زيادة مهمة في عدد السكان. كما أن الزيادة في حجم النمو في الناتج القومي الخام في إسرائيل بلغت 14,5% في وقت الركود الاقتصادي الذي ساد خلال الفترة 2008-2012، وهذه أعلى نسبة للنمو بين دول منظمة التعاون والتنمية OECD. وتقوم إسرائيل بتوظيف نحو 4,50% من الناتج القومي الخام في الأبحاث والتطوير، وهذه أعلى نسبة بين هذه الدول كافة. وممّا لا شك فيه أن الاكتشافات المهمة لمخزون الغاز والنفط من شأنها أن تعزز موقع إسرائيل في العالم وتحوّلها، استناداً إلى رأي الخبراء، إلى دولة رائدة في مجال الطاقة.

·       وفي الوقت الذي تنشغل سورية ومصر بمشكلاتهما الداخلية، فإن الخطر الذي كانت هاتان الدولتان تشكلهما على وجود إسرائيل قد تبدد. وبفضل استخدام التكتيكات المبتكرة توقفت الهجمات الإرهابية تقريباً، كما أن الجيش الإسرائيلي يملك موارد بشرية ممتازة ويتمتع بقدرة تكنولوجية عسكرية، وقد أثبت المجتمع الإسرائيلي قدرته على مواجهة النزاعات الطويلة. واستناداً إلى إفرايم عنبار، الخبير الاستراتيجي من جامعة بار – إيلان، والذي أُخذت منه المعطيات السابقة، فإن "الفوارق في القوة بين إسرائيل وجيرانها العرب آخذة في الازدياد طوال الوقت."

·       لقد تراجعت وسط الإسرائيليين وجهة النظر الداعية إلى التركيز على المسار الدبلوماسي مع الفلسطينيين، والتي سادت عشرات الأعوام منذ سنة 1967. فاليوم هناك 10% فقط من الإسرائيليين اليهود الذين يولون المفاوضات مع الفلسطينيين أهمية كبيرة. قد يكون السيد كيري مهتماً بهذا الموضوع اهتماماً كبيراً، لكن بالنسبة إلى الإسرائيليين، فإن النقاش في هذا الموضوع يشبه بحسب وصف أحد السياسيين الإسرائيليين "النقاش بشأن لون القميص الذي سيرتدونه عندما سيحطون على كوكب المريخ."

·       كما أن من المحتمل أن يكون الموضوع النووي الإيراني أقل إثارة للخوف ممّا يبدو. إذ يتوقع المحلل العسكري أنتوني كوردسمان أن يؤدي تبادل الضربات النووية إلى إلحاق الأذى الكبير بإسرائيل، لكن هذه الضربات ستقضي على الحضارة الإيرانية.

 

·       إن التهديدات بالمقاطعة لم تعد تخيف الجمهور الإسرائيلي، فإسرائيل، في الواقع، لديها علاقات مع 156 دولة من مجموع 193 دولة عضو في الأمم المتحدة. ومن المهم الإشارة هنا إلى أنه في استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة، أهم دولة في العالم والحليفة الأساسية لإسرائيل، تتفوق الدولة اليهودية على الفلسطينيين بنسبة كبيرة. وهكذا يمكن القول إن الدولة اليهودية ما زالت موجودة وقوية على الرغم من الأعداء والافتراءات كافة.