على إسرائيل أن تقرر ماذا ستفعل بعد أن وصلت الحرب الأهلية السورية إلى أبوابها
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       لقد وصلت الحرب الأهلية السورية أمس إلى أبواب إسرائيل حاملة معها معضلة ملحّة ومباشرة هي: ما هو الأفضل بالنسبة إلينا، بقاء الأسد الذي نعرفه، حليف إيران وحزب الله، أم مجيء حكم جديد يتخلص من طاغية دمشق لكن سيحمل معه المجهول؟

·       منذ أشهر طويلة تتخبط إسرائيل في مواجهة هذه المسألة تحديداً، وقد وصلت أصداء تخبّطها إلى الصحف العالمية. وفي الخلاصة، فإن الجواب الذي قد لا يكون أخلاقياً على المستوى السياسي، هو أن إسرائيل تفضّل، على الرغم من كل شيء، الشر الذي تعرفه على الشر الذي تجهله.

·       وكان يمكن أمس رؤية الدليل على هذا الموقف بصورة مصغرة من خلال النقاش الداخلي الإسرائيلي، وذلك بعد أن تبيّن أن الثوار استولوا على بلدة القنيطرة الحدودية. صحيح أن القضية هي قضية سورية داخلية، لكنها عملياً تشكل مشكلة بالنسبة إلى إسرائيل. ففي أعقاب انتشار الخبر جرى مباشرة إغلاق معبر القنيطرة، وتوقف نشاط المراقبين الدوليين هناك وبات من جديد موضع تساؤل، والأسوأ من هذا كله عدم معرفة ما هو مكنون في الجانب الآخر من السياج الحدودي، هل هو في مصلحتنا أم ضدنا؟

·       فما دام الجيش السوري مسيطراً هناك، ما دامت الأمور واضحة، إذ إن هناك جهة مسؤولة، ويوجد عنوان يمكننا التوجه إليه بالشكوى. وفي حال لم ينفع هذا، فإن هناك طرفاً يمكن أن نطلق في اتجاهه النار، وأن نرسل إليه بالتلميحات. أمّا بالنسبة إلى الثوار، فإننا لا نعلم ماذا يؤيدون، ولا ما هي سياستهم حيالنا، وهل سيقومون بتسخين السياج وإطلاق النار على المزارعين أم إنهم يريدون السلام؟ وهل يوجد بين صفوفهم أنصار القاعدة الذين سيحاولون شنّ حرب جهادية؟

·       في ساعات الصباح المتأخرة، نحيّت جميع هذه الأسئلة جانباً بعد أن اتضح أن الجيش السوري سيطر مجدداً على الجيب. ولكن بوادر التطورات التي برزت أمس على الحدود يجب أن تسرّع النقاشات في إسرائيل بشأن ما يجب فعله لو أن احتلال الثوار للقنيطرة لم يستمر بضعة ساعات فقط وإنما أياماً وأسابيع، أو ربما أكثر.

·       وفي الوقت الذي كانت إسرائيل منشغلة بما يجري في الجولان، استطاع الأسد أن يحقق إنجازاً مهماً على الجبهة الأساسية التي يخوض فيها المعارك في قلب سورية، وذلك من خلال سيطرته على القصير. وممّا لا شك فيه أن هذا النصر يعطي قوة دفع لمساعي الأسد من أجل إخضاع الثوار، لكن لهذا النصر أوجهاً أُخرى، فقد أثار تزايد تدخل حزب الله في القتال في سورية - إلى أن بلغ ذروته في القصير - انتقادات غير مسبوقة في العالم العربي.

 

·       تتابع إسرائيل عن كثب هذه المعمعة وتأمل بأن يستمر انشغال الأطراف بها من دون أن يقلقنا ذلك. وحتى الآن تكفي اليقظة العملانية والمتابعة الاستخباراتية، لكن وتيرة التطورات التي تحدث في الشمال، واحتمالات التهديد التي تنطوي عليها، قد تجبر إسرائيل على أن تحسم أمرها في وقت قريب.