الحرب من أجل تغيير قواعد اللعبة بين إسرائيل وحزب الله
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

 

  • تدل الأخبار التي تحدثت عن تورط حزب الله وإيران، تخطيطاً وتنفيذاً، في الهجوم الذي استهدف القنصل الإسرائيلي موشيه كمحي في إستانبول على سياسة واضحة لدى الطرفين هدفها القيام بعمليات انتقامية رداً على اغتيال قادة كبار في حزب الله.
     
  • واستناداً إلى المعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام، فقد راقبت المجموعة المكلفة هجوم إستانبول القنصل الإسرائيلي بصورة مكثفة ودقيقة، ودرست تحركاته اليومية من أجل ضمان النجاح في تنفيذ الهجوم. وأظهر التحقيق مع أفراد المجموعة أنهم ينتمون إلى الجهاز الخارجي لحزب الله بقيادة طلال حميّة الذي شغل لأعوام عديدة منصب مساعد عماد مغنية، قائد الجهاز العسكري للحزب.
     
  • لقد قام حزب الله في إطار سعيه للانتقام لاغتيال مغنية في شباط/ فبراير 2008 بعدد من المحاولات ضد أهداف إسرائيلية في الخارج، إذ أرسل الحزب مجموعة تابعة له إلى أذربيجان لكن تم اعتقالها في أيار/ مايو 2009 قبل أن تقوم بالمهمة التي جاءت من أجلها، كذلك أُلقي القبض على مجموعة تابعة للحزب في مصر كانت تخطط للقيام بهجمات على سياح إسرائيليين، وتم التبليغ أيضاً عن خلايا تابعة للحزب تخطط لهجمات في إفريقيا وتركيا. وكانت المحاولة الأخيرة لحزب الله في تركيا، الأمر الذي يدل على إصراره على تنفيذ تهديداته بالانتقام.
  • ويمكننا القول إن حزب الله وإيران يسعيان من خلال هذه المحاولات، بالإضافة للانتقام للحزب، لوضع قواعد جديدة للعبة في مواجهة إسرائيل التي يعتبران أنها خرقت القواعد الموضوعة سابقاً عندما أقدمت على اغتيال مغنية، وبتهديدها باغتيال نصر الله.
     
  • وقد شهدت إيران أيضاً عدداً من الاغتيالات لعلماء كبار في مجال الذرة، وهي تعتبر أن لديها حساباً مفتوحاً مع إسرائيل، ومن مصلحتها ردع هذه الأخيرة عن الاستمرار في سياسة التصفيات التي تنتهجها ضد كبار شخصياتها. وهكذا رأى المسؤولون الكبار في حزب الله وفي إيران أنه من أجل الحفاظ على أمنهما يجب أن تدفع إسرائيل ثمناً باهظاً نتيجة أفعالها، وذلك لردعها عن مواصلة سياسة الاغتيالات.
     
  • إن التعاون بين حزب الله وإيران في هذا المجال ليس جديداً، فقد سبق أن ظهر هذا التعاون في الهجوم الذي قام به الحزب ضد السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين سنة 1992 وأدى إلى سقوط 29 قتيلاً، كذلك الهجوم الذي وقع ضد مبنى الجالية اليهودية في الأرجنتين أيضاً في 17 أيار/ مايو 1994 وتسبب بمقتل 86 شخصاً. وقد تضمنت لوائح الاتهام ضد المشتبه بضلوعهم في هذين الهجومين أسماء مسؤولين كبار في حزب الله وإيران.
     
  • إن استمرار حزب الله وإيران في محاولاتهما التخطيط لهجمات ضد أهداف إسرائيلية في الخارج يفرض على الحكومة والأجهزة الأمنية ليس فقط حماية الممثليات المدنية في الخارج، بل أيضاً درس طريقة الرد على هذه الهجمات في حال نجاحها، نظراً إلى الأهمية الكبيرة التي ستكون لهذا الرد على الساحة اللبنانية.
     
  • ويبدو واضحاً أن قواعد اللعبة بين إسرائيل وبين محور حزب الله - إيران التي وُضعت بعد حرب لبنان الثانية بشأن الحدود الشمالية لإسرائيل ستصبح قيد الاختبار من جديد عندما يتعلق الوضع بالساحة الدولية.