من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
علمت صحيفة "هآرتس" أن المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية يهودا فاينشتاين أوصى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالتوصل سريعاً إلى تفاهمات مع تركيا تضع حداً للأزمة الحادة بين إسرائيل وتركيا، حتى لو تطلب الأمر تقديم اعتذار جزئي إلى حكومتها يتعلق ببعض وقائع عملية السيطرة الإسرائيلية على قافلة السفن التي كانت متجهة إلى قطاع غزة [في أيار/مايو 2010]، وذلك بغية تجنّب تعريض ضباط الجيش الإسرائيلي وجنوده إلى محاكمات جنائية في أنحاء متعددة من العالم بسبب فحوى تقرير اللجنة الخاصة التي عينها السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون لتقصي وقائع عملية السيطرة المذكورة.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى لصحيفة "هآرتس" إن فاينشتاين طلب من رئيس الحكومة الحصول في مقابل الاعتذار الجزئي على تعهد تركي رسمي بعدم رفع أي شكاوى قضائية ضد ضباط الجيش الإسرائيلي وجنوده بسبب عملية السيطرة على قافلة السفن.
تجدر الإشارة إلى أن تقرير لجنة الأمم المتحدة المذكورة، الذي من المتوقع أن يُنشر على الملأ يوم 27 تموز/ يوليو الحالي، يؤكد أن الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على غزة قانوني، لكنه مع ذلك يشدّد على أن القوة التي استعملها الجيش الإسرائيلي في أثناء السيطرة على قافلة السفن كانت مبالغاً فيها.
ومن المعروف أن كلاً من النائب الأول لرئيس الحكومة ووزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعلون، الذي تولى في الأسابيع القليلة الفائتة جهود الوساطة للتوصل إلى تفاهمات مع تركيا، ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، يرفضان تقديم أي اعتذار إلى تركيا.
من ناحية أخرى، أكد الدكتور إبراهيم كالين، المستشار الخاص لرئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، في حديث خاص أدلى به أمس (الأربعاء) إلى صحيفة "هآرتس"، أنه في حال تقديم إسرائيل اعتذاراً رسمياً إلى تركيا فإن هذه الأخيرة ستقدم فوراً على إعادة علاقاتها مع إسرائيل إلى مجراها الطبيعي في المجالات كلها "بدءاً بإعادة السفير، مروراً باستئناف المناورات العسكرية المشتركة، وانتهاء بالتعاون العسكري المشترك والزيارات المتبادلة".
وأضاف كالين الذي يرافق أردوغان في زيارته الخاصة إلى جمهورية قبرص التركية أن تصريحات الوزير يعلون التي قال فيها إن تركيا ترغب في أن تعتذر إسرائيل إليها ولا تنوي أن تعيد علاقاتها معها إلى مجراها الطبيعي غير صحيحة، ومن شأنها أن تعكر صفو العلاقات بين الدولتين.
وقال كالين إن رئيس الحكومة التركية ينوي زيارة قطاع غزة لكن لم يتحدّد موعد هذه الزيارة حتى الآن، مشدداً على أن زيارته هذه لا تهدف مطلقاً إلى إثارة غضب إسرائيل.