هل انضمام موفاز إلى الحكومة سيبعد الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       تحول المشروع النووي الإيراني إلى ذريعة لتفسير كل خطوة سياسية إسرائيلية. لكن رغم كل التعليقات التي برزت في العالم والتي توقعت أن يؤدي تأليف حكومة الوحدة الوطنية في إسرائيل إلى تقريب موعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، فإن السبب الحقيقي لانضمام كاديما إلى الائتلاف الحكومي هو دفاع الطرفين[ الحكومة وموفاز] عن بقائهما السياسي.

·       وفي الواقع يستخدم رئيس الحكومة ما يقال عن أن إيران هي سبب تشكيل حكومة الوحدة، لخدمة هدفه الأعلى ألا وهو التشديد على ما قاله رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس في مقابلة أجرتها معه صحيفة "هآرتس" (25/4/2012) من أن التهديد بشأن استخدام الخيار العسكري ضد إيران "يجب أن يؤخذ على محمل الجد"، وذلك في محاولة واضحة من جانب كل من رئيس الحكومة ووزير الدفاع لرفع سقف الضغوطات على المجتمع الدولي.

·       إذا اقتنعت الدول الغربية الكبرى ومعها الصين وروسيا وإيران بأن إسرائيل جدية بشأن هجومها على إيران، فإن هذا سيزيد في حظوظ التوصل إلى تسوية معقولة مع طهران تعفي إسرائيل من تنفيذ هجومها. ومما لاشك فيه أن السابقة التاريخية لتشكيل حكومة وحدة وطنية عشية حرب الأيام الستة [1967] قد ساهمت في انتشار الفرضية القائلة بأن انضمام كاديما إلى الحكومة سيمنح هذه الحكومة موافقة داخلية واسعة لأي خطوة ستتخذها ضد إيران. لكن نقطة الضعف الأساسية في هذه الفرضية هي أن شاؤول موفاز حتى الآن ما زال يتحفظ من هجوم إسرائيلي ضد إيران.

·       في الواقع، فإن موفاز أكثر معرفة وعمقاً وإدراكاً للموضوعات الاستراتيجية من أغلبية الأشخاص الذين هاجموه هذا الأسبوع واعتبروا انضمامه إلى نتنياهو وباراك يهدف إلى خدمة مصالحه الشخصية. ومع ذلك فإن النقطة التي تبقى غير واضحة هي ما الذي سيحدث في داخل الغرف المغلقة؟ وهل سيكون بالامكان الاعتماد على موفاز في الحكومة وداخل طاقم الوزراء التسعة؟

·       إن المواقف من الهجوم على إيران داخل طاقم الوزراء التسعة ليست واضحة كما تبدو من الخارج. فوزراء مثل أفيغدور ليبرمان وإيلي يشاي هما ضد المواقف الصقرية، ومواقفهما أكثر مرونة. وحتى الآن يبدو رئيس الحكومة هو الأكثر تشدداً، إذ وفقاً لمصادر عسكرية لم يتوقف نتنياهو عن الحديث على الخيار العسكري وهو ما زال مقتنعاً به اقتناعاً داخلياً عميقاً.

·       من هنا فالسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو: هل سيتضامن يعالون مع موفاز داخل طاقم الوزراء التسعة ويشكلان موقفاً معارضاً لكل من نتنياهو وباراك المؤيدين للهجوم على إيران؟

ثمة عناصر كثيرة غير معروفة داخل هذه المعادلة المعقدة تجعل من الصعب جداً التنبؤ بما سيحدث في هذه المرحلة. ويكفي هنا أن نذكر ما أعلنه الرئيس أوباما هذا الأسبوع عن زيادة ضخمة في المساعدة الخارجية لإسرائيل، وهي زيادة استثنائية بالنظر للظروف الاقتصادية الحالية الصعبة في الولايات المتحدة. إذ قررت الإدارة الأميركية زيادة 680 مليون دولار، من أجل السماح لإسرائيل بالحصول على منظومات دفاعية مضادة للصواريخ من طراز "القبة الحديدة" و" العصا السحرية". ومما لا شك فيه أن إسرائيل لم تحظ برئيس أميركي أكرم من الرئيس أوباما. لكن هذا لا يعني أن كراهية أوباما لنتنياهو أصبحت أقل من السابق، أو أنه أصبح أقل غضباً من الدعم العلني لرئيس الحكومة الإسرائيلية لأخصامه من الجمهوريين. وثمة افتراض بأن أوباما سيصفي حساباته مع نتنياهو في حال فاز في الانتخابات المقبلة، وأن العدواة بين الرجلين ستظهر من جديد من خلال موقف الرئيس الأميركي تجاه إيران بعد الانتخابات.