· يمكن القول إن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك كان الراغب الأكبر في عدم تقديم موعد الانتخابات العامة المقبلة للكنيست إلى أيلول/ سبتمبر 2012، وذلك بسبب خشيته من أن تؤدي هذه الانتخابات إلى اختفاء حزبه [عتسماؤوت] من الخريطة السياسية الإسرائيلية كليًا، كما أنه كان أيضاً الراغب الأكبر في ضم كاديمـا إلى الائتلاف الحكومي.
· من ناحية أخرى فإن ما حدث في مؤتمر الليكود مساء الأحد الفائت، والذي جرى خلاله رفض اقتراح تقدّم به رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وينص على انتخابه لتولي منصب رئيس المؤتمر من خلال التصويت العلني، كان له تأثير قوي على نتنياهو نفسه كي يمضي في طريق تأليف حكومة وحدة وطنية مع كاديمـا.
· وعلى ما يبدو فإن رئيس الحكومة أدرك بعد انفضاض مؤتمر الليكود، المسؤول عن تشكيل قائمة الحزب الانتخابية، أن المؤتمر سيؤلف قائمة تضم أعضاء كنيست مثل داني دانون وتسيبي حوتوفيلي [من الجناح اليميني المتطرف]، ولذا فضل التحالف مع كاديما وعدم تقديم موعد الانتخابات، وهما خطوتان من شأنهما أن تتيحا إمكان استكمال الولاية القانونية لحكومته حتى تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، وفي هذه الأثناء يمكنه أن يعمل بهدوء على تقليص نفوذ اليمين المتطرف داخل صفوف الليكود.
· في الوقت نفسه لا بُد من الإشارة إلى أن القرار الصادر عن المحكمة الإسرائيلية العليا يوم الاثنين الفائت بشأن حي غفعات هأولبانا في مستوطنة بيت إيل، والذي طالب الحكومة بتنفيذ قرار المحكمة السابق القاضي بإخلاء هذا الحي حتى الأول من تموز/ يوليو المقبل بسبب إقامته على أراض فلسطينية خاصة، لم يبق خيارًا أمام نتنياهو إلا عدم تقديم موعد الانتخابات من خلال التحالف مع كاديمـا.
أخيراً ثمة سبب مهم آخر دفع نتنياهو لتأليف حكومة وحدة وطنية، وهو توقع أحد استطلاعات الرأي العام أن ينخفض عدد المقاعد التي سيحصل عليها حزب الليكود في حال تقديم موعد الانتخابات إلى 24 مقعداً، وأن يحصل حزب "يوجد مستقبل" بزعامة الإعلامي يائير لبيد على 17 مقعداً، وهذا يعني تعزّز احتمال ألا تكون الحكومة المقبلة برئاسة الليكود. ويأمل نتنياهو أن تتراجع شعبية لبيد إلى حين إجراء الانتخابات المقبلة في موعدها القانوني بعد عام ونصف العام.