الإدارة الأميركية تتخوف من أن يكون تأليف حكومة وحدة وطنية إسرائيلية خطوة تمهيدية لشن هجوم على إيران
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

علمت صحيفة "معاريف" أن الإدارة الأميركية طلبت من إسرائيل أن تزودها بتوضيحات بشأن تداعيات تأليف حكومة وحدة وطنية.

وعلى ما يبدو فإن هذه الإدارة تتخوف من أن يكون ضم شاؤول موفاز، رئيس كاديما، إلى هذه الحكومة بمثابة خطوة تمهيدية لشن هجوم عسكري إسرائيلي على إيران في شهري أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ أكتوبر المقبلين، أي قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

وقد تحدث موظفون كبار في واشنطن في هذا الشأن مع السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة مايكل أورن، كما أجرى السفير الأميركي في إسرائيل دان شابيرو اتصالات تتعلق بهذا الموضوع مع كبار المسؤولين في كل من وزارة الدفاع وديوان رئيس الحكومة.

ومن المتوقع أن يقوم وزير الدفاع إيهود باراك الأسبوع المقبل بزيارة للولايات المتحدة كانت مقررة قبل تأليف حكومة الوحدة الوطنية، ومن المنتظر أن تُدرج تداعيات تأليف هذه الحكومة على الموقف الإسرائيلي  من إيران في إطار المحادثات التي سيجريها باراك مع كبار المسؤولين في كل من وزارة الدفاع الأميركية والبيت الأبيض.

على صعيد آخر علمت صحيفة "معاريف" أيضًا أنه في سياق المشاورات بشأن تأليف حكومة الوحدة الوطنية التي جرت بين رئيس الحكومة ورئيس الليكود بنيامين نتنياهو، ورئيس كاديما شاؤول موفاز، طلب الأول أن يعرف ما هو موقف الثاني إزاء السياسة التي تتبعها الحكومة لكبح البرنامج النووي الإيراني، وإزاء الجدول الزمني الذي تعتمده في هذا الخصوص، ويبدو أن موفاز أبدى موافقته على هذه السياسة، وعلى الجدول الزمني المتعلق بشن هجوم عسكري على المنشآت النووية في إيران.

وقال مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس إن "موفاز متفق مع نتنياهو تمامًا". وهذا يعني ترجيح كفة الموقف الذي يتبناه كل من نتنياهو وباراك، والمؤيد شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية، في "طاقم الوزراء الثمانية" الذي يضم كلا من رئيس الحكومة، ووزير الدفاع، والوزراء أفيغدور ليبرمان، وإيلي يشاي، ويوفال شتاينيتس، وموشيه يعالون، وبني بيغن، ودان مريدور، والذي سيصبح مع انضمام موفاز إليه "طاقم الوزراء التسعة"، وهو يعتبر أرفع طاقم داخل الحكومة يتخذ القرارات السياسية والأمنية الحساسة.

ومعروف أن أربعة أعضاء من "طاقم الوزراء الثمانية" وهم نتنياهو وباراك وليبرمان وشتاينيتس يؤيدون شن هجوم عسكري على إيران، بينما يعارض الوزراء الأربعة الآخرون وهم يعالون ويشاي وبيغن ومريدور شن هجوم كهذا.

وكانت "معاريف" قد نشرت في وقت سابق أن نتنياهو منح الرئيس الأميركي باراك أوباما مهلة تنتهي في الخريف المقبل لكبح البرنامج النووي الإيراني من خلال الوسائل الدبلوماسية، وفي حال عدم حدوث ذلك ثمة احتمال كبير بأن تشن إسرائيل هجومًا عسكريًا على إيران خلال شهري أيلول/ سبتمبر- تشرين الأول/ أكتوبر، بحجة أن أي هجوم بعد هذا التاريخ لن يكون مجديًا من وجهة نظرها.