· لأن من الواضح أن برنامج الحكومة الفلسطينية الجديدة يعتبر تصعيداً سياسياً جوهرياً في الكفاح الفلسطيني ضد إسرائيل، يجب عدم الحوار معها. وإذا لم تواجه إسرائيل هذا التحدي فمن شأن العزلة الدولية التي تم فرضها أخيراً على الفلسطينيين أن تنهار. وستتسع الشقوق أكثر فأكثر بمرور الوقت إلى أن تتحول إلى طوفان سياسي يذوب معه كلياً الضغط على حركة حماس الذي كان يهدف إلى دفعها إلى الاعتدال.
· إذا حدث ذلك فسيكون أهم إنجاز لحركة حماس، التي تعزز قوتها العسكرية منذ توليها الحكم بعد "الانفصال" عن قطاع غزة. إن الانفصال الفاشل عن غزة هو الذي أدى إلى تعاظم قوة حماس في الميدان. علاوة على ذلك فإن فرض شروط أساسية على حماس - شروط اللجنة الرباعية - لم يكن حاسماً بما يكفي، وعندما لاءم أبو مازن مواقفه في لقاء مكة مع مواقف حماس لم تسحب إسرائيل تأييدها له، وبذلك عبّدت الطريق أمامه للموافقة على أن تكون الخطوط الأساسية لحكومة الوحدة أقرب إلى المواقف الأساسية لحماس.
· منذ أن ابتعد أبو مازن عن مطالب الرباعية والتزامات خريطة الطريق ما عاد لإسرائيل ما تبحث فيه معه. أبو مازن الذي تحالف مع حماس، ومع حكومة وحدة وطنية فلسطينية كهذه، لا يصلح لأن يكون شريكاً ومحاوراً لإسرائيل.