على الإسرائيليين الاصغاء إلى ديسكين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       إن الهجوم الذي شنه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وإيهود باراك على يوفال ديسكين كان متوقعاً. إذ تضرر الرجلان من الانتقادات الحادة التي وجهها إليهما، من هنا إسراعهما إلى اعتبار كلام ديسكين يخدم مصالح شخصية.

·       ثمة أهمية بالغة لكلام ديسكين الذي شغل خلال الأعوام الستة الأخيرة منصب رئيس جهاز الأمن العام [الشَباك]، وهو الجهاز المسؤول عن معالجة الموضوع الفلسطيني أمنياً وسياسياً. فقد طلب ديسكين من الإسرائيليين عدم الأخذ بالروايات التي تقول إن أبو مازن لا يرغب في السلام، فالصحيح هو إن المسؤولين الإسرائيليين أنفسهم لا يريدون التحاور معه، وليس من مصلحة هذه الحكومة التفاوض مع الفلسطينيين. إن هذا الكلام مهم للغاية لأنه يفضح الرواية الرسمية للحكومة الإسرائيلية التي تدعي فيها أنها تسعى إلى السلام لكنها تُواجه برفض الجانب الآخر.

·       كما أن كلام ديسكين عن عرب إسرائيل والذي قال فيه إن دولة إسرائيل تحولت خلال الـعشر سنوات الأخيرة إلى دولة عنصرية، هو كلام مهم ومثير للقلق، نظراً لصدوره عن رئيس سابق لجهاز الأمن العام.

·       إن تحذيرات ديسكين التي سبق وسمعناها أثناء توليه لمنصبه، هي بمثابة دعوة إلى تغيير فوري للسياسة الحكومية التي يعتمدها نتنياهو وباراك. ويصح هذا على باراك بصورة خاصة الذي كان سبق وحذر العام الفائت من "تسونامي" فلسطيني. وعلى الرغم من عدم تحقق ذلك فإن الأزمة قد تنشب في الوقت المناسب.

ورغم أن دور ديسكين لم يتعد دور المراقب خلال النقاشات بشأن إيران، إلا إن انطباعاته عن متخذي القرارات من القادة السياسيين لها وزنها. إذ يقوم السياسيون بتسويق صورة سطحية خارجية عن أنفسهم لدى جمهور الناخبين. وها هو ديسكين، وقبله داغان وأشكينازي، يكشف لنا الصورة الحقيقية لهؤلاء السياسيين من الداخل. فإذا كانت انطباعاته دقيقة، يجب علينا ألا نترك مصيرنا في يد هذه القيادة السياسية سواء في وفت الحرب أم في السلم. وعلى الشعب الإسرائيلي أن يصغي إلى كلام ديسكين.