يهود الولايات المتحدة لا يفكرون في الهجرة إلى إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       لم تكن الهجرة إلى إسرائيل في يوم من الأيام أولوية بالنسبة إلى يهود الولايات المتحدة. واليوم، ومع مرور 64 عاماً على قيام دولة إسرائيل، اختفى موضوع الهجرة تماماً، وزالت الأهمية التي كانت لهذا الموضوع في وجدان اليهودي الذي يعيش في المنفى. بدأ موضوع الهجرة يختفي كرؤيا أوكهدف للمستقبل أو كفكرة نظرية.

·       فمن الملاحظ أن موضوع الهجرة لم يعد يُدرج في قائمة الموضوعات التي تناقَش في المؤتمرات اليهودية، ولا في نشاطات المنظمات والمؤسسات الصهيونية التي تحاول الحصول على تأييد الجمهور وتعمل على تقريب جالية يهود أميركا إلى إسرائيل.

·       منذ وقت طويل تخلى عدد من كبار الوزراء والمسؤولين الإسرائيليين عن ذكر الهجرة في خطبهم في أثناء حضورهم مناسبات يهودية. أمّا الوكالة اليهودية فقد تخلت رسمياً عن استخدام مصطلح الهجرة، وذلك استناداً إلى قرار صادر عن رئيس الوكالة نتان شارنسكي، إذ تقتصر مهمتها في الوقت الراهن على تقريب يهود الشتات إلى إسرائيل وتعريف الجاليات اليهودية على "القيم الصهيونية".

·       في المقابل تعمل منظمة "فرداً فرداً" على ملء الفراغ الحاصل في مجال التشجيع على الهجرة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، وذلك ضمن ظروف متواضعة، وهي تساهم في هجرة أكثر من ألفي مهاجر يهودي من أميركا الشمالية إلى إسرائيل سنوياً، أغلبيتهم من اليهود المتدينين. 

·       في استطلاعات الرأي التي أجريت في المدة الأخيرة من أجل التعرف على الأجواء التي تسود اليهود في الولايات المتحدة لم يُطرح أي سؤال عن موقف اليهود من الهجرة إلى إسرائيل، أو عن رأيهم بالعيش فيها. ولا يقتصر الأمر على ذلك فقد فوجىء عدد من الموفدين الإسرائيليين الذين زاروا نيويورك في المدة الأخيرة من ردات فعل الجمهور وآرائه، إذ ظهر أن الخطر الإيراني والتخوف من تشدد سياسة البيت البيض بعد الانتخابات الرئاسية هناك، لا يشغلان بال اليهود الأميركيين. وأظهر أحد استطلاعات الرأي أن 4٪ فقط من اليهود الأميركيين يأخذون في اعتبارهم لدى تصويتهم في الانتخابات الرئاسية الأميركية موقف المرشحين من إسرائيل. 

·       ويروي عدد من رجال الأعمال الكبار الأميركيين والإسرائيليين الذين التقوا الجمهور اليهودي في دور العبادة أو في المراكز الاجتماعية التابعة للجالية، أن إسرائيل بالنسبة إلى هؤلاء اليهود هي دولة احتلال. كذلك لا يحبذ اليهود في الولايات المتحدة فكرة قبول الأغلبية الإسرائيلية بعدم وجود عملية سلمية مع الفلسطينيين، واللامبالاة الإسرائيلية إزاء تراجع حظوظ التسوية السلمية.

وفد فوجىء أحد الإسرائيليين بعد الانتهاء من إلقاء محاضرة طويلة له في الولايات المتحدة عن خطر المشروع النووي الإيراني، بأن الأسئلة التي وجهها إليه الحاضرون لم تتناول موضوع محاضرته وإنما القوانين "المعادية للديمقراطية"، بحسب وصفهم، التي أصدرها الكنيست الإسرائيلي.