مصادر سياسية إسرائيلية: إلغاء اتفاق تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل غير مرتبط بتوتر العلاقات بين الدولتين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس أمس (الأحد) إن سبب إقدام شركة الغاز الحكومية في مصر على إلغاء اتفاق تصدير الغاز إلى إسرائيل الموقع بينها وبين شركة EMG التي يملكها رجال أعمال من إسرائيل ومصر يعود إلى نزاع تجاري نشب في الآونة الأخيرة بين الشركتين، وتقوم هيئات قانونية دولية بالبت فيه في الوقت الحالي، ولا يعود مطلقاً إلى وجود أي خلافات سياسية بين الدولتين، أو إلى تدهور العلاقات الدبلوماسية بينهما.

لكن هذه المصادر أشارت في الوقت نفسه إلى أن الرأي العام في مصر يتبنى موقفاً سلبياً للغاية إزاء استمرار تصدير الغاز إلى إسرائيل، كما أن خطوط نقل الغاز التي تمر في شبه جزيرة سيناء تعرضت منذ  اندلاع ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011 إلى عدة عمليات تخريبية تسببت بوقف نقل الغاز بصورة منتظمة.

وقالت مصادر مقربة من شركة EMG إن إلغاء اتفاق تصدير الغاز يشكل خرقاً واضحاً لاتفاق السلام بين إسرائيل ومصر، وأشارت إلى أن النزاع القائم بين هذه الشركة وبين الشركة الحكومية المصرية ناجم عن العرقلة في عمليات تزويد إسرائيل بالغاز في الآونة الأخيرة، وذلك في إثر التوجه إلى هيئات تحكيم دولية للبت فيه.

وأكد رئيس شركة الغاز الحكومية المصرية محمد شعيب أيضاً أن الخلاف مع الشركة الإسرائيلية - المصرية تجاري وليس سياسياً.

على صعيد آخر، أكدت مصادر اقتصادية إسرائيلية رسمية أن إلغاء اتفاق تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل لن يتسبب برفع أسعار الكهرباء، وذلك لأن الارتفاع الأخير في أسعار الكهرباء والذي بلغ نسبة 9٪ أخذ في الاعتبار احتمال توقف وصول الغاز الطبيعي من مصر.

وعلمت صحيفة "هآرتس" أن الحكومة الإسرائيلية تعمل في الآونة الأخيرة على إيجاد مصادر بديلة من مصر لتزويد إسرائيل بالغاز الطبيعي، وذلك إلى حين بدء ضخ الغاز الطبيعي من حقل "تمار" [في البحر الأبيض المتوسط] في نيسان/ أبريل 2013.

هذا، وكانت "هيئة مكافحة الإرهاب" في ديوان رئيس الحكومة قد أصدرت في نهاية الأسبوع الفائت بياناً أكدت فيه أن تحذيرها المواطنين الإسرائيليين من مغبة السفر إلى شبه جزيرة سيناء ما زال ساري المفعول، وذلك عقب ورود معلومات تؤكد أن التنظيمات "الإرهابية" كثفت في الآونة الأخيرة عملها لارتكاب اعتداءات على السياح الإسرائيليين الذين يرتادون سواحل سيناء.

ودعا البيان جميع الإسرائيليين الموجودين في الوقت الحالي في سيناء إلى مغادرتها والعودة إلى البلد فوراً. كما طلب من عائلات هؤلاء الإسرائيليين الاتصال بهم وإطلاعهم على تحذير السفر. وأوصت "هيئة مكافحة الإرهاب" كل مَن يفكر بزيارة سيناء حالياً بالامتناع من ذلك حتى إشعار آخر.